روما - موفد الجزيرة - سعد العجيبان:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن خدمة المملكة للحرمين الشريفين وضيوفهما لا يشكل عبئا على الدولة، مشددا على أن الدولة تقوم بذلك من منطلق واجبها في خدمة الإسلام والمسلمين والحرمين الشريفين دون منة.
وقال سموه في تصريح صحفي عقب زيارته موقع فعاليات الأيام الثقافية السعودية في روما ردا على ما يتداول في الغرب بأن خدمة ضيوف الرحمن أصبح يشكل عبئا على الدولة، قال إن المملكة استطاعت القيام بواجباتها على أكمل وجه في خدمة الحرمين الشريفين وضيوفهما في أوقات صعبة للغاية، منها في حرب الخليج، حيث كانت هناك حالة طوارئ، واستطاعت المملكة أن تخدم قاصدي البيت الحرام والمشاعر المقدسة من حجاج ومعتمرين وسط منظومة متكاملة من الخدمات مكنت ضيوف الرحمن من تأدية مناسكهم بيسر وطمأنينة.
وبين سموه أن المملكة كلما قدمت للحرمين الشريفين يفتح الله لها في المقابل أبواب خير الكثير، مجددا أن خدمة الحرمين لا تشكل أعباء على الدولة وليس بها منة، ونحن خدام الحرمين الشريفين ونقوم بهذا الواجب بلا منة، وتفضل الله بأن يكون لنا هذا الشرف وهذا الفضل في خدمة الإسلام والمسلمين والحرمين الشريفين.
وفي جانب آخر، علق سموه على السياحة الدينية، مشيرا إلى أن المملكة لا تستخدم هذا المصطلح رسميا كمفهوم للسياحة المستخدم عالميا، إلا أن هناك سياحة مرتبطة بتوافد المسلمين في مواسم معينة. وبين أن المملكة ستتيح بعد موسم حج هذا العام سياحة العمرة إثر اتفاق تام مع وزارات الحج والخارجية والداخلية، ورأى أهمية استغلال فترة الشهر المتاح، فالمسلمون يقفون على معجزة تحققت على أرض الواقع، فالناس متمسكين بدينهم ويؤدون فروضهم، وفي نفس الوقت هم يبدعون ويخترقون حاجز الزمن في مجالات العلوم والثقافة والخدمة المشرفة، وجميع تلك المعطيات يجب أن يراها الإسلام، فنحن بلد الدين والدنيا وبلد الحياة وبلد المستقبل.
وفي شأن آخر، أكد سموه على أن المملكة تتمتع بعلاقات متميزة مع معظم دول العالم التي تريد الخير والسلام وتريد العلاقات المتميزة، والمملكة دائما بلد خير وبركة وبلد يتعامل مع الدول معاملة محترمة وندية.. مشيرا إلى العلاقات التي تربط المملكة مع ايطاليا علاقات وثيقة في جوانب سياسية واقتصادية وثقافية والآن تشهد العلاقات مجالات جديدة تضاف إلى ذلك.
واستدل سموه بوجود الثقافة السعودية والفنون الشعبية وغيرها والحراك الثقافي والمحضرات، ومعرض الآثار المقام حاليا في روما، حيث يعطي كل ذلك وجه جديد للمملكة وبعد حضاري لم يره الشعب الايطالي من قبل، مؤكدا أهمية استمرار تلك الفعاليات خاصة مع الدول الصديقة.
وتطرق سموه لمرور الحضارة الرومانية عبر التاريخ على الجزيرة العربية، إذ كان لها حراك عسكري وترك آثار، وبعده كان هناك حراكا اقتصاديا، ومعرض الآثار في روما يبرز كثير من الأمور المتعلقة في حراك الدولة الرومانية قبل الميلاد وبعده.
وأضاف سموه أن إيطاليا كدولة حديثة كان لها دور كبير في تاريخ العالم العربي، والمملكة بدأت علاقاتها الرسمية معها بعد نشوء دولة ايطاليا الحديثة في الأربعينيات الميلادية، واستمرت العلاقات ايجابية ومحترمة وعلى أرقى المستويات.
وعد سموه التلاقي الإسلامي والمسيحي جزء لا يتجزأ من تكوين المملكة، وذلك التلاقي ليس للمرة الأولى، فالرسول صلى الله عليه وسلم خاطب جميع الدول والملوك والحضارات والتقى بوفودها، أيضا في المملكة منذ عهد المؤسس التقى الملك عبدالعزيز برؤساء ووفود دول غير مسلمة، إضافة إلى عهد الملك فيصل - رحمه الله -، حيث قام وفد كبير من علماء المملكة بمحادثات مع علماء الفاتيكان وصلى صلاتي الظهر أو العصر في احد الكنائس في الفاتيكان، لذلك نحن كمسلمين كلنا ثقة في هذا الدين العظيم، فهو الدين الذي جمع شملنا ولله الحمد، وينظم لنا حياتنا ومستقبلنا، ونحن لا ننظر للديانات الأخرى إلا نظرة احترام وتقدير، ونثق كمسلمين في ديننا ومكانتنا واستيعابنا للحضارات الأخرى، وعلاقتنا مع العالم كجزيرة العرب منفتحة طوال التاريخ على حضارات العالم كلها، ولم يزد هذا الانفتاح إلا قوة ومكانة، وتمسكنا في الإسلام كدين قوي وحياة وروح ومبدأ ودين قول وعمل، جعلنا دولة متماسكة ومطمئنة وآمنة، ومتطورة وتخطو مع المستقبل بخطوات متسارعة.
وتناول سموه قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفتحه باب عظيم حينما أسس للحوار المنظم بين الحضارات، عبر مركز الحوار الدولي في النمسا، ونحن نقوم بهذا الحوار برؤوس شامخة ونأتي بثقة من بلد الحرمين وبلد العزة والكرامة والقيم، والعالم اليوم يتعلم الإسلام فهو يمكن أن يجتمع مع النهضة والتطور، بل على العكس نحن في المملكة لا نعتقد بان تقوم نهضة وتطور واستقرار بدون الاستقرار الإسلامي في دولنا الإسلامية.
وكان سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار قد قام بزيارة لموقع فعاليات الأيام الثقافية السعودية في روما والمقام حاليا في ميدان الشعب وسط العاصمة الإيطالية، واطلع سموه على ما تتضمنه الفعاليات من معارض فنون بصرية، وعروض فلكلورية وشعبية.