يثير المخرج المستقل والمتمرد بن زيتلين الكثير من التساؤلات عندما يقدم موضوعًا شائكًا لطالما تجاهلته أفلام الاستديوهات الضخمة في هوليود. يستعرض فيلمه (Beasts of the Southern Wild) أو وحوش البريَّة الجنوبيَّة حالة يأس وفقر بعد أن اجتاحت مياه البحر منطقة فقيرة ومأهولة بالسكان ليجعلنا نتذكَّر جميعًا حالة بعض الولايات الجنوبيَّة أثناء إعصار كاترينا الذي خلف وراءه مشاهد قريبة من دول من العالم الثالث أو المتخلف حتى يحرج هذا الفيلم الكثير من السياسيين وطبقة الأثرياء من رجال الأعمال لأن يقدم لهم واقعًا سيحدث قريبًا إن لم يتم التعامل بشكل صادق وجوهري مع مشكلة الاحتباس الحراري، التي دائمًا يقلل منها رجال السياسة والاقتصاد.
ويقدم الفيلم قصة إنسانيَّة لفتاة تبلغ من العمر ست سنوات تدعى (هيشبوبي) تقاتل من أجل البقاء من والدها المريض الذي يعاني أيْضًا من إدمان الخمر والمخدرات بشكل يُهدِّد حياته.
تقاتل (هيشبوبي) من أجل فقط لقمة العيش، والمجتمع من حولها لا يُساعد كثيرًا لأن الجميع في زمن سيناريو الفيلم يعانون من صعوبة إيجاد الطعام أو الماء الصالح للشرب بسبب التغييرات المناخية العظيمة التي اجتاحت الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم.
أسلوب تصوير الفيلم وشكل الإنتاج يجعلنا نعيد النظر في وصف الأفلام المستقلة خصوصًا تلك التي تصدر من الولايات المتحدة، والفيلم خلق نفسه كموجة حديثة لأفلام شبابية متمردة صاعدة تُهدِّد النماذج التي تدعي أنها مستقلة خصوصًا الأمريكية منها، ولا يجد الفيلم أية مشكلة في طرح العالم السفلي للإنسان الأمريكي كان أو غيره.
هو يقدم لنا مشكلة ستحدث ويحذر منها لأن الطبقة المخملية من السياسيين والأثرياء سيجدون أنفسهم مثل شخصيات الفيلم في المستقبل إن لم يتعاملوا بشكل جذري مع التغييرات المناخية التي تُهدِّد مستقبل الأرض والإِنسان.
ونال الفيلم جائزة الكاميرا الذهبية المعتبرة في مهرجان كان بالإضافة لجائزة نقاد الفيبرسكي، علاوة على نيله الجائزة الكبرى في مهرجان صندانس للأفلام المستقلة، وأفضل مخرج في مهرجان سياتل السينمائي الدولي.
يذكر أن الفيلم نافس على أوسكار أفضل فيلم ومخرج وممثلة ونص.