الكثير منا يخلط بين القيمة الحقيقية لنقود والقيمة النقدية لها، القيمة الحقيقية للنقود هي التي تقاس بكمية السلع والخدمات المشتراة بها مع الأخذ في الاعتبار المستوى العام للأسعار، أي أنه كلّما ارتفع السعر انخفضت القيمة الحقيقية للنقود والعكس صحيح، وتكمن القيمة الحقيقية للنقود في قدرة القوة الشرائية للريال وليست في الزيادة بعدد الأوراق النقدية.
أي زيادة في الرواتب تحصل مع ارتفاع أسعار السلع سيؤدي إلى انخفاض القوة الشرائية للريال، لذلك يرى كثير من الاقتصاديين أنه لا بد من التحكم في أسعار السوق قبل أي زيادة في الرواتب، ويتم ذلك من خلال القوانين الصارمة لبعض التجار الذين يرفعون الأسعار من غير مبرر يذكر، أما إذا كان التاجر ستلحقه خسارة من تخفيض السعر فلا بد له من الحصول على دعم لكي يخفض السعر.
الملك -حفظه الله- قام بمبادرات كثيرة محاولة منه لتحسين حياة المواطن من زيادة في الرواتب وغيرها من المكارم الملكية ولكن هناك من يرفع الأسعار فلا يشعر المواطن بزيادة في القيمة الحقيقية للنقود، لأنها تنخفض بسبب ارتفاع السعر، وما أخشاه أنه مع مرور الزمن والارتفاع المستمر في أسعار السلع بالسوق وثبات أو زيادة دخل المواطن أن الدخل قد لا يغطي تكاليف احتياجاته لمقومات الحياة.
ما قد نعاني منه مستقبلاً هو التضخم واستمراره دون علاج سيضعف القوة الشرائية للريال في الأمد البعيد مما يؤدي إلى اختفاء الطبقة الوسطى وزيادة عدد الفقراء، الطبقة المتوسطة هي الأمان للمجتمعات وجودها يساعد على التنمية الاقتصادية.