تضمن كتاب (معنى الكلام) للكاتب أنيس منصور مواقف وحكايات لشخصيات عديدة.. تحدث عنها الكاتب في 554 صفحة من الحجم المتوسط ويقول المؤلف: اللامنت هو أهم كتب الأديب كولن ولست الذي يتزعم وهو شاب صغير مدرسة الأدباء الغضاب ولم يكن لهم احترام كاف.. فالعقاد يرى أن الإنسان يجب أن يكون له موقف أو رأي.. والهروب من المواقف ليس موقفا.
وجاء في الكتاب أيضاً قصة كتابة أنيس منصور نعي في صحيفة الأخبار للأديب طه حسين قبل وفاته.
يقول عند منتصف الليل اتصلت بي صحيفة الأخبار لأكتب عن وفاة طه حسين فقلت وأطلت.. وعند الفجر تأكدت أن طه حسين لم يمت فطلبت تعديل العنوان ليصبح أطال الله عمر الفقيد..
ورجوتهم إلا يقرأ هذا المقال عليه.. ولكن طه حسين علم بذلك وكلمني فآلمني!
وكتب أنيس منصور عن أعظم المخترعين في العالم.. وقال: إن المخترع الأمريكي أديسون أول من طبع ووزع صحيفة أسبوعية في قطار ثم اتجه إلى الطباعة والرسم والميكانيكا والمواصلات والتلفزيون والأسطوانات المسجلة..
كان يرى أن كل ما يقع في يده يجب أن يغيره ويطوره ويبيعه في الأسواق..
خلال أربعين سنة ابتدع أديسون 1250 اختراعاً أي بمعدل اختراع كل 11 يوم!
في سنة 1929م احتفلت أمريكا بمرور خمسين عاماً على اختراعه المصباح المضيء الذي ألغي اليوم وأطال نهارنا وساعات وعملنا.
وكتب أنيس عن عادات الكتاب العرب والعالميين فقال: الأديب الفرنسي بلزال يشر خمسين فنجان قهوة صباحاً وحتى المساء.. والشاعر الألماني شيلر كان يحتفظ في جيبه بتفاحة ويظل ينقله من جيبه إلى أنفه يشمها ويكتب !!!
والعقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم لا يشربون القهوة ولا الشاي وإذا حدث فهي مجاملة.. واحسان عبدالقدوس يكتفي بشم رائحة القهوة! ويوسف السباعي لا يطيق رائحة القهوة ولا الشاي ويندهش كيف يشربها الناس.
وعن أجمل كتاب قرأه، قال أنيس منصور: لفت نظري كتاب في مساحة كف اليد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
كان الغلاف رسم كلمة محمد على شكل بدر منير.. ومددت يدي وقرأت وقرأت ووجدتني أواصل القراءة في طريقي واتجهت إلى غرفتي وجلست أقرأ وأقرأ..
شيء عجيب..
أسلوب سهل ليس فيه كلمة صعبة..
مؤلف الكتاب محمد صبيح، والذي رسم الغلاف هو الفنان عبدالسلام الشريف.. وقد صادفتهم بعد ذلك في بداية العمل بالصحافة.
وعن أساليب الكتاب في الكتابة، قال عن العقاد: أسلوبه مثل واحد يمشي بخطوة منتظمة ويدق الأرض..
وأسلوب طه حسين مثل ماء ينساب هادئاً ناعماً.. وأسلوب محمد صبيح مؤلف كتاب محمد صلى الله عليه وسلم مثل الهواء ينتشر فلا يوقفه أي شيء.