ذاتَ غضبٍ.. مشتْ في حديقة المنزل المُوشّاة باللبلاب والفلّ وأنواع الشجر تُسابق الخُطى لا لشيءٍ إنما لأنها غاضبة.
وتريد تلطيفَ حرارةِ الغضب بنسيم التأمل.
التقطتْ نظرتها تلك الكستناء المُنزوية أسفلَ شجرتِها السّامقة تناولتها، وأخذتْ تقلّبها بين كفّيْها، وهي تفكّر في الشأن الذي تسبّب في غضبِها..!!
في ذروة التفكير رمتْها ومشتْ فوقها بلا رحمةٍ متجهةً إلى الداخل..!!
ذات هدوء..
تذكرتْها ؛ حبة الكستناء!
نغماتُ ذكرياتها أخذتْ تعزف مقطوعةَ الحدث الذي حصل في الحديقة عزْفاً شجياً، أجبرها على النهوض من سرير نسيانها والاتجاه إلى حيث الذكرى تُلحُّ عليها بالمجيء.
ذهبتْ لتراها.. درأتْ عينيْها تبحث عنها.
وجدتْها حُطاماً في رصيف النسيان! تألمتْ.. عزاؤها كان “حبة كستناء لا تُحسّ, ما الداعي إلى الألم؟”.
لكنَّ شيئاً بداخلها قال:
“كم من الأشياء لاقتْ حتْفها في لحظات غضبي؟”.