حادثتني بالتلفون وكانت منفعلة والأسى يقطر من فمها معلنةً حالة من الغضب والإحباط وعدم التصديق أن هذا يحدث لها فعلاً... استمعت لها مطولاً وبعد أن انتهت قلت لها.. لا يمكن لأيٍّ كان أن يشرح وجهة نظر من يشعر بظلم مثلك سواك أنتِ، لذا فإنني أقترح أن تكتبي تجربتك كما وقعت وواجبنا أن نسمِع صوتك للمجتمع وهو يبقى سيد الحكم،
الآن هذا ما كتبتْ هو لكم وقد عمدت أن أضعه تماماً دون أي تعديل.
تقول ولنسمّها: أريج: “خرجتُ كعادتي من بوابة الجامعة، وعيني على سيارات الأجرة المصطفة لانتظار الزبون، ووجدت من بينهم سائق ليموزين سعودي, سبق أن ركبت معه في المرات السابقة، وأنا أمشي متجهة للسائق وأقول في نفسي أرحت نفسي اليوم من عملية اختيار سائق التاكسي بناء على معايير السلامة عند زوجي، (الوحدة ما تصير فاهيه وانتبهي قبل تركبين الليموزين شوفي عيونه لو حمرا أو لو كلامه كأنه نعسان أو لو في سيارته ريحة تشبه ريحة الزبالة أو لو معه قارورة موية صحة شكلها قديم ومستعمل,,, انتبهي تركبين).. فتحتُ الباب وقلت الأخ عبد الله رد بنعم تفضلي، رميت شنطتي وبكل أريحية بعد يوم حافل بالاجتماعات والمراقبات قلت في نفسي سأصل بيتي سريعاً اليوم وباسترخاء طوال وقت الطريق لأني مع السائق عبد الله السعودي، ولن أرهق نفسي بمراقبة تحركات السائق الأجنبي ورائحته النتنة ورائحة سجائره الرخيصة، ومراقبة إذا كان سيخرج من أسفل المرتبة لفائف من الكيس البلاستيك ليخرج منها شيئاً صغيراً لا يمكن رؤيته ووضعه في فمه بآخر أسنانه بكل خفة, هذا السائق بناء على نصيحة زوجي مجرد ما يقف عند أي إشارة غادري السيارة فورا وسيهرب دون جدال معك أو سؤال.
نبذة عن عبد الله : شاب سعودي يرتدي دائماً نظارة سوداء ولديه مشكلة في النطق، ولديه مشكلة بالسمع لا يسمع إلا بتنبيه ورفع الصوت وتكرار الكلام، عدينا بوابة الجامعة بكم متر ولا زلنا على نفس شارع البوابة، ليقف أمامنا الجمس الأبيض (جمس الهيئة) ويمنع مواصلتنا للطريق. نزل رجل الهيئة: ما يحتاج أقول طريقة نزولهم ومواصفاتهم صارت عالمية، والدين بعيد كل البعد عن صفاتهم وأخلاقياتهم... المشهد كما شاهدته وسمعته لتتخيلوه (وأنتم تقرأون)، تخيلوا مشكلة نطق وسمع عبد الله وكل شوي يقول لرجل الهيئة (وت تدول إنت مافهمت عليت) رجل الهيئة يصرخ فيه: وقف وقف إنزل. . سيارتك ميب سيارة ليموزين هاذي مزورة. سائق التاكسي عبد الله: تيف ووت تدول إنت يا أحوي (كيف وش تقول إنت يا أخوي). الرجل: وش تقول إنت.. ها ارتبكت؟... أجل تعال تعال هنا، وأبعده عن السيارة: طلع إثباتاتك. سيارتك مزورة ماهيب سيارة ليموزين إنت ملصق ذا اللصقات، وكان يحاول يزيل اللصقات، سائق التاكسي عبد الله : بصعوبة وبطريقة نطقه التي لا يسهل على الجميع فهمها: وش تقول يا أخوي، وبعد استهزاء وسخرية رجل الهيئة أعاد كلامه سائق التاكسي عبد الله : هذي سيارتي ومن سنتين ما وقفني أي مرور وهذا التصريح, لا تخرب يا أخوي اللصقات تراها مكلفتني 250 ريال ومعي رخصة تاكسي، الرجل : أي تصريح أقول لك أنا لصقاتك مزورة تفهم ولا لاء : بعدين وش جابك لـ جامعة البنات؟؟ من مواعد؟؟ أجل، طف السيارة وأمش معنا ماش إنت منتاب مضبوط، سائق التاكسي : يالله مشينا بس موب للمركز لـ محمد بن نايف علمه على وش مسوي عشان تعرف وش بيسوي فيك ويوقفك عند حدك، بس تدخلت أنا : لو سمحت يا أخوي اتق الله إيش هالكلام، أنا أعرفه سبق ووداني مشاوير وكلمه بشويش عشان يفهم أصلا عنده... .... الرجل: أقول إسكتي بعد إنتي وش مركبك معه لحالك، لا وتعرفينه بعد ما شاء الله، إنزلي عودي للجامعة لأبلغ عنك مشرفة البوابة, ولا ركبتك معنا خليت ولي أمرك يجي يستلمك من المركز، انتبهت ان حولنا شرطي, فتحت الباب وناديته قلت شف هذا يتبلى على سائق الليموزين وترى السائق عنده مشكلة في النطق والسمع شف إيش يبي, وليش يقولي إنزلي ويهددني بالمركز إيش سويت، وإيش سوى سائق الليموزين؟ الشرطي: تكلم مع الرجال ومع سائق التاكسي على جنب، واطلع على أوراق عبد الله الشرطي: روح توكل على الله تأخرت على زبونتك.. رجل الهيئة للشرطي : حسبته يمني.
ابتعدنا من الجامعة سألت عبد الله أول مرة يصير لك كذا، قال إيه أول مرة، وإنتي الله يهديك ليش تتكلمين وتدافعين عني، أنا عادي شباب بس إنتي لاء، والله يهديك كنت أأشر لك إرجعي للجامعة إرجعي وما انتبهتي، هذولي ما يخافون الله لو هالشرطي ما جانا ما أدري وش بيصير حالي وياك, أنا عادي شاب بس إنتي لا فهمتي علي كيف, أنا والله شكلي ما يناسبني التاكسي ماش أتركه أريح راسي، لم استطع النوم فأنا أتخيل الألم النفسي للسائق عبد الله وعدم تفهم مشكلته وسخرية الرجل منه على مسمع من رجل هيئة آخر، لم يحثه ضميره على الهمس في أذن صاحبه بأن يكف، في ظني مشكلتهم أنهم لا يركزون على الواقعة أمامهم كما هي، بل عليما يتخيلون أنها تبعاتها الخفية التي لا يعلم بها غير الله, أتخيل لو أي أحد غير السائق عبد الله وكان من شبابنا الله يصلحهم وحرارتهم كان بيركب سيارته وبيصدم كل اللي قدامه لأنه انظلم، وجالس رجل الهيئة يهدده زيادة بالمركز ومعه صديقه لا يحرك ساكن. هؤلاء رجال الهيئة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يتطابق المسمى ولا يتناسب مع ما فعلوه اليوم.
هل من سمات رجل الهيئة الحق أن يشك في رجل مثل حال عبد الله؟
هل من سمات رجل الهيئة الحق أن يهدد بالمركز؟
هل من سمات رجل الهيئة استغلال كلمة عفوية ووضع قصة في مخيلته عليها، مثل كلمتي لما قلت أعرفه؟
هل من سمات رجل الهيئة الحق أن يستهزئ بقدرات الناس ويعتبرها من دلائل صحة شكوكه وظنونه مثل لما قال لعبد الله ارتبكت؟
هل من سمات رجل الهيئة الحق التدخل في شؤون الدوائر الحكومية الأخرى، مثل لمن قال مزورة لاستكر الليموزين أو اللواصق على كلامه؟
هل من سمات رجل الهيئة الحق محاولة إزالة استكر معتمد مجرد شكه، وهل سيعوض السائق قيمتها؟
هل من سمات رجل الهيئة التكشير ونظرات الاستهجان والتشكيك؟
هل من سمات رجل الهيئة المداهمة بكل قوة، اللي أعرفه إنها من سمات صقور نايف الله يكرمهم عن هالأشكال؟
هل من سمات رجل الهيئة عدم الاعتذار في حال ثبت خطؤه واستعجاله بالحكم والظن السيئ .. إن شاء الله ما يسمحون بالقيادة للمرأة السعودية ومثل هالأشكال اللي شفتها اليوم على وجه الأرض.
بعد الموقف سجلت مقطعاً من صوت السائق عبد الله يوضح مدى صعوبته ليسمعه من يشكك أو يلتمس لهذا الرجل العذر إذا هذا الرجل كان سبباً في قطع رزق السائق عبد الله من التاكسي يا رب أن تكون حسبه ونعم الوكيل.