بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الثالثة والثمانين يحتفل أبناء الوطن الغالي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه بيوم التوحيد والتشييد لهذا الكيان اليوم الوطني الـ 83 يوم الاثنين الموافق السابع عشر من شهر ذي القعدة 1434هـ الموافق 23 سبتمبر من السنة الميلادية هي ذكرى غالية وعزيزة على أبناء الوطن، أنه يوم عز الوطن والمجد والرفعة والتقدم، ذكرى كبيرة في قيمتها وهي توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-. هكذا سطّر التاريخ أسماء الرجال العظام نعم احتفالية تاريخية لما تحقق من شموخ وإزدهار, وفي مثل هذا اليوم التاريخي كان للمؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- له وقفه تاريخية لاتنسى عندما أعلن توحيد البلاد عام 1351هـ بعد ملحمة بطولية قادها لمدة 32 عاماً بولادة كيان عظيم هو المملكة العربية السعودية, إنها اللحظة المباركة لدولة فتية تزهو بتطبيق شرع الله وتصدح بتعاليمه السمحة وقيمه الإنسانية وتنشر السلام والخير والحب, التي انطلق بها إلى أرجاء الدنيا لإسعاد الإنسانية في كل مجالات التقدم وتوفير الرفاهية والأمن وسار بخطى حثيثة نحو غد أفضل لها ولجميع المجتمعات البشرية، لقد سابق الملك عبدالعزيز الزمن والمكان وسعى لإرساء أسس دولة شامخة البنيان, استمده من هدى كتاب الله الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , (فحقق المعجزة) الذي استمر سنين طويلة ومعه رجاله المخلصين ومن بعده أسلافه أبناؤه الميامين, في هذه الذكرى يتذكر أبناء هذا الوطن هذه اللحظة المشرفة باعتزاز وتقدير وترحم على الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- على ما حقق لهذه الأمة الممزقة المترامية الأطراف وما بدله من تضحيات وعمل دؤوب نحت الصخر لتحقيق الأمن والأمان وبفضلٍ من الله وتوفيقه تعالى حقق النصر وأكمل مسيرته من بعده رجال كانوا خير خلف لوالدهم هم الملوك (سعود وفيصل وخالد وفهد) -رحمهم الله جميعاً-، حيثُ سخّروا طاقاتهم وجهدهم لخدمة دينهم ورفع راية بلدهم للارتقاء بها لتواكب دول العالم المتقدم في التطوير والازدهار والنهضة.
تطل علينا ذكرى اليوم الوطني الثالثة والثمانين 83 بمزيداً من العطاء والخير والنماء والرخاء وإنجازات شامخة وعملاقة في جميع المجالات العلمية والتقنية والاجتماعية والعمرانية والاقتصادية وتميزت ببالغ الاهتمام بالوطن وسعادته ورفاهيته، ومن أبرز ملامح التنمية التي تحققت خلال السنوات القليلة الماضية التي عمت من خلال مشروعات البناء في أرجاء الوطن في كل القطاعات حيث أقيمت الجامعات والمدن الاقتصادية والمراكز الطبية في كل منطقة ولقد تحولت المملكة في ظل عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى ورشة عمل ضخمة وإلى تطور هائل لا يتوقف ومنذ مبايعته إلى اليوم لا تمر مناسبة إلا وتصدر قرارات تنصب في مصلحة المواطن والوطن.
أعطى جل وقته وصحته لخدمة هذا الوطن حيث وصلت المملكة في عهده –حفظه الله– إلى نهضة شاملة، فعلى سبيل المثال لا الحصر الاهتمام بتطوير التعليم بجميع مستوياته بإنشاء العديد من المدن الجامعية والكليات التقن ية والصحية ودعم البحث العلمي وتمديد برامج الابتعاث، واعتماد مشروعات ضخمة بإنشاء وبناء وحدات سكنية للمواطنين من خلال وزارة السكان ودعم صندوق التنمية العقارية، وفي مجال الصحة اعتماد خمس مدن من المستشفيات والمراكز الطبية في جميع مناطق المملكة.
نعم الرجال أفعال.. كلمة طالما سمعناها إلا أنه عندما نراها حقيقة فذلك أمر مختلف، وعندما يصنع الرجال بصماتهم في صلب التاريخ إيماناً بالله ثم خدمة لدينهم ووطنهم وأمتهم فهم بذلك يصنعون من الحلم حقيقة ومجد، ومن الرجوله أفعال وهم رجال الأفعال. لقد أصبحت المملكة العربية السعودية واحة أمن عمتها التنمية في كل حواضرها وشهد عليها العالم أجمع، رافعين أكف الدعاء لله أن يحفظ الملك عبدالله قائداً وزعيماً ملهما ًوعوناً على إحقاق الحق وشجاعاً في كل المواقف يخدم شعبه، ولايخشى في قول كلمة الحق لومة لائم يعينه في ذلك صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ومستشار خادم الحرمين الشريفين ومبعوثه الخاص -حفظهم الله-، والكل يتطلع إلى سنوات مديدة من عهد زاهر واعداً بالمزيد من الخير والعطاء لهذا الوطن العزيز على قلوبنا, وفق الله قادتنا إلى كل خير في سعيهم الدؤوب لرفع شأن الوطن والمواطن إنه سميع مجيب.
- مدير عام المطبوعات بمطار الملك خالد الدولي