تابعت ما دار في صفحة (عزيزتي الجزيرة) في شهر رمضان حول المساجد وأقول سن الله لعباده خمس صلوات يومية هي الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، يذهب المسلمون لتأدية تلك الواجبات في أوقاتها المحددة دونما تأجيل إلا من كان له عذر شرعي مثل المريض المقعد أو من هو في حكمه، قال الله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} (31) سورة الأعراف، بدليل أن من يريد الذهاب لتأدية الصلاة في المسجد فإن عليه أن يلبس أفضل الألبسة ويرتدي أحسن أنواع العطور بحيث يكون ملبسه نظيفاً وهيئته جيدة خاليا من الروائح المؤذية مثل رائحة العرق أو النوم أو البصل التي تؤذي المصلين وتفقدهم الخشوع لأن البعض وللأسف يذهبون للمساجد بملابس النوم لا يغلقون الجوال مما يشكل وضعا غير مألوف في أقدس البقاع ومن خلال هذا الطرح أود الإيضاح بأن عدد مرتادي المساجد ينقص الثلثين في معظم المساجد بينما كانت المساجد في شهر رمضان مليئة بالمصلين قال بعض السلف (بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان) ومن الواضح أن معظم الوافدين كانوا يحرصون على أداء صلاة المغرب لضمان وجبة الإفطار.
حسبما لدي من معلومات فإنه يوجد في جميع محافظات المملكة حوالي 90 ألف مسجد أو تزيد أي أن 90 الف مسجد بها 90 ألف إمام و90 ألف مؤذن الغالبية العظمى من هؤلاء القوم الأخيار يتبعون سلوك واحد في تأديتهم واجب الإقامة والأذان وخدمة المساجد التي يتواجدون فيها أو المرتبطين بها مثل الإسراف في الإنارة الداخلية للمساجد والإسراف في تشغيل أجهزة التكييف داخل المسجد وكذلك الإسراف في إعداد مكبرات الصوت الميكروفونات ومن المؤكد أن تلك السلبيات لها مساوئ عديدة فمثلاً الإسراف في الإنارة يعتبر هدرا للطاقة وغير مريح لبعض الناس الذين لديهم مشاكل في النظر أما زيادة المكيفات فوق ما يحتاجه جماعة المسجد فهو أيضاً هدر للطاقة وأذى مستمر لكبار السن لأن بعض أجهزة التكييف مسلطة على المصلين تلحق بهم الأذى وتلهيهم عن إتقان العبادة والخشوع وفيما يتعلق بسلبية مكبرات الصوت فهي مؤكدة وحصل بسببها شكاوى رفعت لوزارة الحج والأوقاف خاصة الذين منازلهم ملاصقة للمساجد وعندهم مرضى أو أطفال يمكن أن يصابون بالهلع بسبب تصرفات بعض المؤذنين هداهم الله لأن بعضهم يرسل أصوات مزعجة قبل البدء في الأذان دون مراعاة لمن حول المسجد ويتحول من نداء لأداء الصلاة إلى استفزاز.
فمنذ أن سن الله سبحانه وتعالى عبادة الصلاة والناس يؤذنون بدون ميكروفونات والكل يسمع النداء ويلبيه شيء مؤكد أن وزارة الحج لديها اهتمام بالمساجد وصيانتها والعناية بها خاصة دورات المياه ولكن في الغالب لا يوجد في معظم المساجد إلا الإمام والمؤذن وعامل واحد موكل إليه تنظيف المسجد ودورات المياه بينما يكون ذلك العامل المسكين منهك من أداء عمله الأساسي وهو تنظيف سيارات الحي لأنه يعمل في شركة لا تدفع له مرتب يكفي لمصاريفه أما حمامات المساجد فليس للعامل دور في عدم صلاحيتها لأن معظمها منفذ بأسلوب عشوائي وعليه ضغط من أهل الحي والعمالة التي تعمل في مواقع حول المسجد لأن معظم الناس لا يجدون أمامهم إلا حمامات المساجد التي تحول معظمها إلى مصدر للحشرات الطائرة والزاحفة وبؤرة من بؤر الجراثيم لأن روائح تلك المواقع لا يمكن أن تستساغ ويشمئز منها معظم المحتاجين لها، وتلك المسؤولية يقع جزء منها على البلديات التي تقع عليها واجب تأمين الحمامات الشعبية مع صيانتها والمحافظة على نظافتها لكي تخف الضغوط على حمامام المساجد لأن الموجود من دورات المياه في محطات البنزين لا تقل سوءاً عن حمامات المساجد ما عدا ما هو موجود في الحدائق والأسواق الحديثة فهي مناسبة إلى حد ما.
أخيراً وقبل أن أختم هذه المقالة أريد أن أسأل المسؤولين في وزارة الحج هل فكروا بالاستعانة في البلديات لتوزيع الساحات حول المساجد وتنظيمها لوقوف المركبات فيها بشكل منظم بدلاً من العشوائية التي تتكرر بعد صلاة كل جمعة لأن معظم المصلين إذا خرج من المسجد لا يجد طريق يذهب معه أما الواجب الذي يجب أن نشارك البلديات في تنفيذه فهو ظاهرة الباعة المتجولين أمام الجوامع الذين لا يتركون طريقاً للمصلين لأنهم يشتغلون طريق الدخول والخروج معاً ولا يستبعد أن تكون بضائعهم غير صالحة للاستهلاك الآدمي والأسوأ من ذلك أن معظمهم وافدون.
ختاماً: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) حديث بإسناد صحيح.
إبراهيم بن محمد السياري - الرياض