(1)
مَحْمِل الجِدّ الذي أحمل عليه جِدّياتي ليس هو نفسه الذي يحمل عليه الآخر الحمل ذاته وبالمسافة نفسها. المنمطون وحدهم من تتطابق أعباؤهم وأفراحهم من مسافات قريبة على أسوأ نحو.
ما لا يقبل التطابق هو ما لا يقبل التنميط. والخيارات المروضَة تبعاً لذلك ما هي إلا الأشياء التي تناقض نفسها بإيعازاتهم أنفسهم.
(2)
ما الذي لا يصل!؟ وكيف لا يصل!؟ حين يختلط سوء الفهم بحسنه. اللغة التواصلية المهدرة, والجهد الذي صرف لقاء هذا الكلام أو الحوار, أو القراءة الخاطئة عمقاً لأسباب تتعلق أحياناً بعمى النيات وغبش السمع!!
أين تذهب الرسائل التي لا تصل!؟ أو التي لا بد أن تكون في مقامها!؟ ولن أقول على طريقة درويش: «هل ضاع حبي في البريد» إنما آسى أكثر مما أشعر على كل صياغات هذه الأشياء التي لا تصل ولن تصل (روحاً ومادة)!
(3)
لا أفرحُ أبداً حين يقول الأصدقاء (شاعرة) أو (كاتبة) ولا حتى (أستاذة)! فللألقاب لعنة لا تنفك تبري ضمير المسؤولية نهار ليل. فإما أن يُنْحَت بشكل جيد وإما أن يُكْسَر من تلقاء نفسه! لا خيار ثالثاً هنا إلا أن تُريق ماء وجهك وتكمل عبثاً لمآرب شتى, ليس منها أفكارك, ونظرتك منك وحدك للعالم. صحيح أن الألقاب مجانية الآن, وبإمكاننا أخذ واحد آخر كهدية مع الأول! إلا أنني أشعر بفزع حقيقي حيالها!
المسؤوليات النظيفة التي تُبْرى باستمرار مُكْلفة, لكن أكثرها كلفة ما يكون تجاه أنفسنا وأسئلتنا وكل ما يتعلق برسائلنا في هذا الكون. الألقاب لا تصنع جمالاً وخيراً. أرواحنا التي عليها أسماؤنا وحدها من تفعل ذلك!
(4)
حين أبحث عن شيء بذاته في لحظة ما لا أجده بسرعة, أو لا أجده أصلاً! لكن في خضم هذا البحث أجد خردة من الحلول, والأشياء التي بحثت عنها مسبقاً ولم أجدها قبل بحثي هذا, والتي قد أحتاج إليها وقد لا. لكنها احتياطي مهم. إذن، الوقت أيضاً كفيل بأن يكفيني عناء البحث عن حلول بعينها, ريثما أتحايل على أشياء أخرى، وأتنكرُ بالحياة لأجدها جاهزة!!