يحدث أن يعترضك حائط الظروف بمصيبة لم تحسب حسابها.. وتسمع لدوي ارتطامك صوت أحلامك تتكسر.. وتتطاير شظايا الحظ من بين يديك.. فما أنت فاعل؟..
إن كان خبر مرض عضال ألم بك.. فاعلم أن إيمانك بالله ثم بالقوة التي منحها لجسدك.. قادرة على تحدي أي دخيل على نظامك الجسدي.. فاقبل التحدي وعش مستمتعاً بحياتك وإن لم يبق منها غير ساعة واحدة.. فالموت ليس له موعد.. فخذ ما أجلت الحصول عليه لاعتبارات لم تأخذ في حيزها ضيق الوقت ومفاجأة الطريق.
وإن كنت ترزح تحت وطأة علاقة باتت تسكب سمها على أعصابك ولا تفي باحتياجاتك ورغباتك.. فاعلم أن أي قرار معلق يقع بين خوفين.. الخوف من الألم.. والخوف من فقد اللذة.. فاجرد جراحك وملذاتك.. وانظر أيها يستحق التمسك به.. ولا تظن أن الحياة تبخل عليك بتجارب أخرى.. إلا إن قررت أن تبقى تائه بمحض “خوفك”.
أما إن كان أحدهم ظلمك.. واستباح حقوقك.. فاهدأ واجمع شتاتك.. وحاول أن تسترجع ماسلب منك إن رأيت في استعادتها شيئاً من العزاء.. وإلا امضي واترك المكان.. فالفرص تأتي لمن يخطب ودها.. واحرص على صفاء قلبك من ظلام الحقد والكراهية لأنهما ألد الأعداء لحظة يسيطر أحدهما على سريرتك ليهشم ما تبقى منك.
العثرات ليست نهاية العالم.. لكن توهم الكساح ينهيك وحدك.. فالحزن إن أخذ أكثر من وقته معك.. تمكن منك حتى يسحقك.. لتبقى معه وحده.. ولسوف يهجرك الأقربين والأصدقاء والشركاء.. لأن الحزن صاحب أناني متملك.. لا يقبل له شريك.
إن الحياة اختيار.. فالفقير والعاطل والجريح.. اختار أن يبقى في دائرة الشكوى ورثاء الذات.. وآمن بعجزه.. ونسي قدراته.. وأن التوكل على الله لا يتعارض مع البحث والإصرار.. وتوظيف القدرات.. فمن يعرف موهبته.. لن تتوه به السبل.. أما من يجهل نفسه.. كيف للكون أن يحني له هامة الظروف؟.
دع الخلق للخالق.. وانشغل بنفسك.. تعرف معنى السلام والطمأنينة.. وتنتزع من النجاح نصيبك.. فالرقاب الملتوية من مراقبة البشر.. كيف فعلوا.. وماذا كسبوا.. ولماذا هم وليس هو.. حتماً لن يسلم أصحابها من عثرات الطريق..
فلا تكن أنت مصدر خيباتك.
amal.f33@hotmail.com