سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة
الأستاذ خالد بن حمد المالك وفقه الله
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
تابعتُ وبشغف إجراءات قبول الطلاب والطالبات السوريين في مدراس المملكة العربية السعودية تنفيذاً لأمر خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وقرأتُ ذلك في صحيفة الجزيرة بالعدد 14636 ليوم الأربعاء الموافق 8 ذي الحجة 1433هـ. وقد وأوضح صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التربية والتعليم من جانبه أن هذا القرار يأتي في إطار جهود خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله - للوقوف مع إخواننا وأخواتنا السوريين في ظل الأزمة التي تمر بها بلادهم، واستبشروا خيراً بهذه البشرى والأمر الكريم، وتم قبول جميع أبناء وبنات الإخوة السوريين القادمين بتأشيرة زيارة في جميع مدارس التعليم العام في جميع مناطق وطننا الحبيب، ومراعاة المرونة في فترة القبول. ولقد اطلعت عن كثب بحكم وشائج القربى والعلاقات الطيبة التي تربطني بسوريا، ورأيت ما وضع للتوجيهات الكريمة من ترتيبات كفيلة بتنسيق بين الجهات كافة ذات العلاقة، مثل: وزارة الداخلية ووزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة، وأشعرت وزارة الصحة جميع مديريات الشؤون الصحية ومراكز الرعاية الصحية الأولية في كل مناطق ومحافظات المملكة؛ وذلك لاستقبال الطلاب والطالبات، وتم اتخاذ التدابير الوقائية والعلاجية كافة، وعمل الكشف الطبي وإجراء الفحوصات اللازمة من تطعيمات وصرف شهادات تطعيم مؤقتة تثبت خلوهم من الأمراض السارية المعدية، ورأيت حالة الاستنفار القصوى لوزارة الصحة، ممثلة بوزيرها الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، وكان لوزارة الصحة دور وطني كبير تستحق عليه الشكر والتقدير على ما بذلته.. ومن هذا المنطلق أناشد وزير الصحة وجميع المسؤولين في الدولة النظر في علاج الإخوة السوريين في المستشفيات الحكومية تقديراً لظروفهم ووضعهم.
ونظراً للأوضاع المضطربة في بلادهم ولتعذر عودتهم في هذه الأيام العصيبة ومع هذه الأحداث، التي لا تزال تعصف بالجمهورية العربية سورية، ولكونهم غير مصرح لهم بالعمل حسب ما هو مدون في جوازات سفرهم الموضح بها ذلك، ومبين أن الغرض من القدوم هو (زيارة عائلية)، ولن تقبل أي جهة من القطاع الخاص تمكينهم من العمل كونهم غير مصرح لهم بمزاولة أي أعمال وممنوعين من ذلك.. وفيهم كبار السن من الآباء والأمهات وذوي الاحتياجات الخاصة، ومنهم مصابون بأمراض القلب والضغط والسكري والفشل الكلوي، ويحتاجون إلى العلاج والمتابعة الصحية قبل أن تتعرض حياتهم للخطر.. ووالله إنني أشعر بالأسى والألم كلما حدثني أحدهم عن تداعيات علاجهم ومعاناتهم وآلامهم ومخاطرها الصحية عليهم.
- قبلان بن محمد القبلان الشمري