تفاعلاً مع ما كتبته إحدى الأخوات لعزيزتي الجزيرة بتاريخ 19 محرم 1434هـ ،حول الأرامل والأيتام الذين ترى أنه ينبغي إعطاؤهم الأولوية في منح الأراضي، وهذا التعاطف من جانب الكاتبة هو جزء من التعاطف العام مع هذه الفئة والتركيز الدائم على مراعاة ظروفهم وحدهم وكأنهم جميعهم فقراء وذوو حاجة، وكأنه لا يوجد غيرهم فقراء ولا معوزون، مع أننا إذا نظرنا إلى الواقع نجد الآتي:
- هناك أيتام وأرامل في عداد الأغنياء بفضل ما تركه لهم مورثوهم من الأملاك والأموال الكثيرة، - وهناك أرامل وأيتام تتراوح أحوالهم بين أموال متوسطي الدخل ومحدودي الدخل، ومن كانوا كذلك فإنّ أحوالهم لا تستدعي إعطاءهم أولوية لا تعطى لمن هم على شاكلتهم من المواطنين.
- وهناك أيتام وأرامل في عداد الفقراء المشمولين بنظام الضمان الاجتماعي وهو نظام جيد يكفل للمشمولين به سد الكثير من احتياجاتهم فضلا عما يحصل عليه الأرامل والأيتام من المساعدات الخاصة من لجان وجمعيات رعاية الأيتام والأرامل. وما ينطبق على هؤلاء الأيتام والأرامل ينطبق على غيرهم من المشمولين بنظام الضمان الاجتماعي، من حيث الأولوية في منح الأراضي وغيرها لأنه لا فرق بين فقراء الأرامل والأيتام الذين فقدوا عائلهم، وبين الفقراء الآخرين الذين لهم معيل غير قادر على إعالتهم.
كما أنه يتعذّر إعطاء أولوية لجميع المشمولين بالضمان الاجتماعي الذين يقارب عددهم (800) ألف، لأنه لو حصل هذا فسوف يستأثرون بالأرض والقروض، ويبقى غيرهم في صفوف المتفرجين، والحل هو في زيادة توزيع الأراضي وزيادة القروض باعتبارها من المطالب الضرورية لجميع المواطنين وليس بعضهم.
- محمد الحزاب الغفيلي