قرأت في عدد الجزيرة رقم 14675 في 18-1-1434هـ ما كتبته الدكتورة ثريا العريض تحت عنوان: «أمننا أن نقود السيارة بأنفسنا»، ثم قرأت في العدد رقم 14679 في 22-1-1434هـ ما كتبه الأستاذ خالد إبراهيم الحجي تحت عنوان: «تآكل التحريم لقيادة المرأة للسيارة». وتعليقاً على المقالتين أقول إن أمن المرأة السعودية سوف يتحقق حينما تقود سيارتها بنفسها لتتخلص هي وأولادها من الخوف المرعب من السائق الأجنبي الذي اقتحم حياتها ودخل عليها بيتها وفُرض عليها فرضاً حينما مُنعت من ممارسة حقها كإنسانة ومواطنة، وحُرِّم عليها قيادة سيارتها دون وجه حق أو مستند قانوني ودليل شرعي قطعي أو قياسي، وإنما وجد معترضون مجتهدون يخوفون المجتمع من مفاسد صوروها تحدث حين السماح للمرأة بقيادة السيارة، وما علموا أن المرأة السعودية أقوى وأشرف وأجل وأنبل من أن يمارس عليها ما يخوفون منه. كما أن قوانين الدولة ونظام المرور وقانون العقوبات فيها روادع قوية لمن يتعدى على حرمات الآخرين. وهذا كاف لإزالة هذا الخوف. ولعل الزمان ومقتضيات العصر قد تهيأت للسماح للمرأة السعودية بقيادة سيارتها واستغنائها عن سائقها الأجنبي الذي أرهقها خوفاً أو تصرفاً طائشاً وتهوراً مستمراً وهدراً لأموال طائلة لا قبل لها بها. فلا يستوي من يمشي على الديباج والحرير بمن يدوس على الشوك والجمر. والنار لا تحرق إلا رجل واطيها. والسائق الأجنبي الذكر لا يتضرر منه إلا المرأة والطفل والأرملة ذات الأولاد القصر والدخل المحدود. أما المعارضون لقيادة المرأة السعودية للسيارة فالغالب أنهم موسرون ويفضلون السائق الأجنبي على قيادة المرأة للسيارة لأنه عندهم من كماليات المباهاة والمفاخرة. أما المضطرون له فإنه غصة في حلوقهم.
محمد عبدالله الفوزان - محافظة الغاط