تثير كلمة الغضب لدى معظمنا صوراً مخيفة ومنفرة؛ فغالباً ما تربط عقولنا بين هذه العاطفة ومشاعر الإساءة والأذى والعنف والتدمير، ولكننا نظلم هذه العاطفة الأساسية الطبيعية بهذه السمعة البشعة؛ فهذه العاطفة في الأساس وسيلة بناءة إيجابية للحفاظ على الحياة، ووظيفتها إمدادنا بالطاقة العاطفية والجسدية؛ حيث تشتد حاجتنا إلى الحماية والتئام جروحنا، ولكن الكثيرين منا، الذين تسلحوا حديثاً بالوعي بالذات ومهارات الثقة، لا يؤمنون بهذه الخرافات عن الغضب؛ فنحن ندرك أن صرير الأسنان يدمِّر الصحة، وأن العبوس في وجه الآخرين يدمر العلاقات، أما اللطف الزائد فإنه يعرقل قدرتنا على النجاح، وكذلك قدرتنا على تصحيح أخطاء هذا العالم. ولكنني لاحظت أثناء محاولاتي استكشاف القوة الإيجابية للغضب أن الإحباط واليأس مشاعر مألوفة، والعادات القديمة يستحيل أحياناً كسر دائرتها.
كانت هذه مقتطفات من مقدمة الكتاب الرائع (إدارة الغضب) للكاتبة جيل لندنفيلد، وهي واحدة من الأخصائيين البارزين في مجال تنمية الشخصية في المملكة المتحدة، ولها تسعة كتب حققت انتشاراً واسعاً على مستوى العالم. ولشهرتها بوصفها معالجة نفسية بارزة تتعامل لندنفيلد على نطاق واسع مع منظمات، منها المنظمات الخيرية والمنظمات المتعددة الجنسيات. تقول جيل في نظرية الغضب الحاسم إن للغضب خمس خصائص رئيسية: 1 - حاسم. 2 - غير عنيف. 3 - متوجه نحو الهدف. 4 - أخلاقي. 5 - مسؤول.
وقدمت جيل في كتابها ست خطوات لإدارة الغضب، وأفردت لهذا الموضوع جزءاً متكاملاً. والخطوات هي: 1 -سيطر على مخاوفك. 2 - واجه الوحش بداخلك. 3 - تعامل مع ركام الغضب المكبوت. 4 - تعلم التعبير عن المشاعر تعبيراً مناسباً. 5 - حاول أن تجد قنوات بناءة لطاقة غضبك. 6 - تحديد اتجاهاتك.
وفي نهاية الكتاب أوضحت الكاتبة في الفصل الأخير بعض الاستراتيجيات الخاصة، التي من شأنها مواجهة وإدارة الغضب، وهي: 1 -حسن من احترامك لذاتك. 2 - تعامل مع الضغوط بمزيد من الفعالية. 3 - كن أكثر إيجابية. 4 - استراتيجية التوجيه. 5 -استراتيجية إعادة الصياغة. 6 - الاحتفاظ بعلاقاتك في حالة جيدة.
وذكرت جيل أيضاً استراتيجيات من نوع آخر، أطلقت عليها اسم: استراتيجيات الآخرين، ومنها: 1 - حسن إدارتك لمؤسساتك. 2 - تشجيع الآخرين على إدارة الغضب.
وهذا إضافة إلى التمارين الملحقة بالكتاب.
وكما نرى قدمت لنا المؤلفة وصفاً رائعاً للغضب مدعماً بنظرية الغضب الحاسم وبتجربتها الخاصة، وختمت لنا ببعض الاستراتيجيات والحلول.
كم هو جميل أن يستطيع الإنسان التحكم والسيطرة على مشاعر الغضب لديه، والأجمل أن يكون واعياً بالأضرار الناجمة عن تراكم وكبت هذه المشاعر. تقول سارة ليتفنون في كتابها Relate Guide To Better Relation ships: إن السلام الذي نصل إليه بعد التعبير عن مشاعر الغضب وفهمها يكون أقرب للاستمرار، ولكن السلام الناتج عن الكبت مثيل للهدنة المسلحة، التي قد تنتهي في أي وقت. دمتم بخير.
Moon.x.light@hotmail.com