تعرض غيري ولأكثر من مرة عن أهم القضايا الاجتماعية المعاصرة وهي ثقافة العمل الخيري في المجتمع وتغيير الرؤى لمتطلبات العصر الحديث (عصر العولمة والتطور الفكر الإنساني) وبصفتي واحداً من المهتمين بالعمل الخيري ولي برنامج تليفزيوني يهتم بهذا الشأن وما لمسته من خلال الحالات التي عرضت علي وهي على مستوى المملكة وخارج المملكة.
لذلك أقول ما أحوجنا أن نعيد الكتابة عن العمل الخيري والتذكير بثقافة العمل الخيري، لأن العمل الخيري يعتبر صمام الأمان ومصدر إنقاذ للكثير من الفئات المحرومة؛ إذ يشكل العمل الخيري حماية نفسية ومالية وبدنية وفكرية لهذ الفئات.
تسهم بشكل مباشر في بث الأمن والطمأنينة والاستقرار في المجتمع كون العمل الخيري يؤدي إلى تحقيق التكافل الاجتماعي وفض الخصومات والإصلاح بين الناس والقضاء على الظواهر الاجتماعية السلبية التي نراها اليوم في مجتمعنا منها كثرت السرقات والتسول وزيادة الجريمة.
الفقر والحاجة خطر يهدد المجتمعات خطر على الأخلاق والسلوك؛ إذ تؤثر تأثيراً بالغاً على أخلاق الإنسان وسلوكه وتقود بعض الناس سلوكيات معينة منها السرقة أو التسول أو التشرد أو السطو على ممتلكات الغير بدافع سد الحاجات.
بالإضافة إلى أن الفقر المدقع يدفع بعض الناس إلى تحصيل متطلباته وحاجات أسرته الضرورية بممارسة بعض الأخلاق السيئة للوصول إلى هذه الاحتياجات ويضطرون إلى الاختلاس أو الدين أو الكذب وكل الصفات السيئة للوصول إلى إشباع حاجاته ورغباته.
لذلك رأيت من خلال مقالي إبراز أهمية الدور الذي يلعبه العمل الخيري في المجتمع.
العمل الخيري يحاول القضاء على الفقر وسد احتياجات الفقراء والمحتاجين والقضاء على البطالة وإيجاد فرص عمل وإقامة المشروعات الصغيرة وإقراضهم ومساعدتهم وتعليمهم بعض المهن لهذه الفئات.
والدور الهام في الاستقرار الاجتماعي وبث روح الطمأنينة والراحة النفسية؛ إذ يسهم وبشكل ملموس في زرع البسمة على الشفاه وإبعاد القلق والحيرة من نفوس الضعفاء.
فإن الناس إذا علموا في الإنسان رغبته في نفعهم وسعيه في جلب الخير لهم ودفع الضير عنهم مالت نفوسهم إليه وأحبوه وتصعد دعواتهم وتضرعاتهم إلى الله سبحانه وتعالى.
لذا رأيت أن العمل الخيري من أهم القضايا الاجتماعية المعاصرة التي تفرض نفسها في إطار رؤيتنا لأهمية العمل الخيري ودوره الواضح في التفاعل مع هذه القضايا والدور التنموي للعمل الخيري بما يساعد ويقدمه لتنمية المجتمع المعاصر وفتح آفاق جديدة وأمل جديد لأصحاب الحالات المحتاجة في ظل عالمنا اليوم والتغيرات التي أحدثتها الفضائيات وعصر المعلوماتية وشبكة الإنترنت والغزو الثقافي في عاداتنا وتقاليدنا وأخلاقيتنا وسلوكنا.
والتركيز على تكريس الجهود والطاقات وتوفير الإمكانات والتغلب على المعوقات والسلبيات والتطلع إلى أدوار أكثر فاعلية ليكون هدفنا واحداً ومجتمعنا واحداً تسوده المحبة والأخوة والترابط والتعاون بين أبناء المجتمع معاً لتفعيل دور أكبر للعمل الخيري للحفاظ على كرامة الإنسان وتحقيق إنسانيته كما حرص ولاة أمرنا في هذه البلاد المباركة على أن يقوم مجتمعنا على قواعد أساسية ينبثق منها نظام اجتماعي يكون كرامة الإنسان وسعادته هدفه الأول.
Abuazzam888@live.com