|
الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح:
يتسلم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني عن فرع جائزة الإنجاز مدى الحياة في دورتها الرابعة للسنة الثانية. وذلك بقصر المربع بمركز الملك عبدالعزيز في احتفالية دعي لها عدد من أصحاب السمو والمعالي والفضيلة وكبار المسؤولين ورجال الفكر والأدب وسوف يصاحب المناسبة معرض، تحدث معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز وعضو اللجنة التوجيهية لمركز التراث العمراني الوطني وقال: إن الاحتفال على مستوى الوطن الغالي بتكريم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع بجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني عن فرع جائزة الإنجاز مدى الحياة التي تقدمها مؤسسة التراث الخيرية عرفاناً وتقديراً لجهود سموه الرائدة في المحافظة على التراث العمراني طوال إمارته - حفظه الله - لمنطقة الرياض هو توثيق تاريخي لعطاءات سموه - حفظه الله - في المحافظة على عناصر التاريخ الوطني ومقوماته بصفة عامة والعناية بالنتاج التراثي السعودي خصوصاً لما يمثله في بناء الهوية الوطنية التاريخية ولكون التاريخ لا يكتمل دون التراث، وهي في الوقت نفسه والدلالة ذاتها رصد لجهود سموه المتواصلة ولحرصه - حفظه الله - على تعزيز الترابط وإبقاء الامتداد بين ماضي المملكة العربية السعودية وحاضرها، واستحضار التراث دائماً بصفته رصيداً ثقافياً غنياً بالدلالات داخل المملكة العربية السعودية وخارجها والتوجيه المستمر للعناية به.
لقد حقق سموه - حفظه الله - المحافظة على التراث بواسطة إيمانه أولاً بأن الأمة التي لا ماضي لها لا حاضر لها ولا مستقبل، ثم برؤى إدارية عدة جعل منها سموه - حفظه الله - سياسة عمرانية للعاصمة الرياض وللمدن كافة، منها استحضار المآثر العمرانية التي شهدت انطلاق الدولة السعودية الحديثة في دروب التطور والتقدم واحتضنت طموحات المجتمع في بداياته، وإتاحتها حاضرة في المشهد اليومي والذاكرة الشعبية للأجيال المتعاقبة مدى الحياة، وحفظها عن الطمس أو الهدم أو الإهمال والنسيان وجعلها ماثلة أمام القراءات والدراسات العلمية، فأسس - حفظه الله - للعاصمة خلال أكثر من خمسة عقود تقاليد عمرانية وثقافة في البناء والتشييد مزجت بين الأصالة والتحديث بدون إفراط ولا تفريط في أحدهما، وأصبحت هذه التقاليد الثقافية العريقة جزءاً من حياة الرياض وخططها المدنية التطويرية وسماتها وتاريخها حتى اليوم وقدمت للمدن الأخرى في ذلك القدوة والنموذج، ورسّخ - حفظه الله - في وعي المؤسسات المعنية والأجهزة الحكومية في منطقة الرياض الاهتمام بالمباني الأثرية والمقرّات الأولى للدولة السعودية الحديثة، والاحترام لدورها التاريخي ودلالاتها الاجتماعية والثقافية، وأسس في الرؤية الإدارية لتلك الأجهزة مبدأ التوازن بين الإرث والمستقبل لتكون هذه المآثر العمرانية شهوداً على عصر توحيد البلاد على يد المغفور له الملك عبدالعزيز، ويقيناً أمام الأجيال السعودية، وموضع فخر واعتزاز يدلل على القيمة الحضارية والتاريخية للوطن، كما جعل منها موضعاً للاقتباس للإنشاءات العمرانية التالية، ولعل مشروع تطوير منطقة الحكم وفق نظرة استشرافية وأسس عمرانية تراثية في اللون والشكل والتصميم خير دليل على محافظة سموه - حفظه الله - على القيم العمرانية الموروثة والدعوة لتعزيزها وتطبيق هذه الدعوة على مقر إمارة منطقة الرياض أولاً ومضى معالي الدكتور السماري قائلاً: ودارة الملك عبدالعزيز التي يرأس سموه - حفظه الله - مجلس إدارتها إحدى الجهات التي أكد سموه في مسيرتها الاهتمام والعناية بالتراث العمراني من خلال مشروع الاهتمام بقصور الملك عبدالعزيز ومقرّاته والقصور التي سكنها ومرها في رحلاته - طيب الله ثراه - كما حرص سموه على توقيع الدارة اتفاقية مع الهيئة العامة للسياحة والآثار لتوثيق الأماكن والمواقع التاريخية في المملكة العربية السعودية، كما خدمت الدارة هذه الرؤية من خلال عد من إصداراتها المتخصصة في هذا المجال، ومن خلال أرشيفها الفوتوغرافي ثم بوضع توثيق التراث العمراني والإدلاء عنه ضمن المسارات الرئيسة لأي مشروع علمي ذي علاقة بهذا التراث تقوم به الدارة.
إن قبول صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع لهذه الجائزة التي تعبر عن اهتمام الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بالمآثر التراثية المختلفة والمحافظة عليها وإحياء دورها من خلال عدد من الأجهزة والمؤسسات والمهرجانات والجوائز هو قيمة إضافية كبيرة للجائزة، وتشريف لدورها الثقافي، وترقية لمعانيها في سياقها الوطني والتنموي، وإعلاء لقيمتها في المحافظة على السمات العمرانية السعودية، وفيها تتبلور الدعوة المستمرة للمجتمع لتحمل مسؤولياته أمام التراث العمراني في كل المناطق والأزمنة. ورفع الدكتور السماري التهنئة للوطن الغالي بتكريم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي رسم لتاريخ الوطن معالمه ومؤسساته، ووضع أهميته في مكانها الحقيقي بجهوده ومتابعاته ومبادراته ومناقشاته الثرية. حفظ الله الوطن وقادته من كل سوء.