لم يمض وقت طويل على إطلالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على شعبه الوفي خلال وعكته الصحية، تلك الطلّة البهية التي بدّدت غيوم الشك وفرقعت تلك الإشاعات المرجفة، إلا وأن خرج مرة أخرى معافى بفضل الله، تعلو البسمة محياه والبشر بين عينيه، ليس بوسعنا ونحن نستقبل خبر خروجه -رعاه الله- من مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني، ونشاهده مباشرة يمشي صحيحاً على قدميه، إلا أن نحمد الباري -جلّ في علاه- على هذه النعمة التي أعادت قائد المسيرة إلى أحبائه من إخوانه وشعبه، بل إلى أمته، تجاوز خادم الحرمين لهذه الوعكة المفاجئة التي ألمت به في خضم هذه الظروف والمحن الصعبة التي تمر بها الأمة، دليل إن شاء الله على لطف الله بحاله وبشعبه وبأمته، ومكافأة له -رعاه الله- نظير صدقه مع مولاه، ثم مع قضايا أمته المصيرية، عرفه الكبير والصغير، القريب والبعيد، الصديق والعدو، بصدق السريرة، ولطف المعشر، وحب الخير والدلائل عليه، وكره الباطل ومشتقاته، ملك قلّ نظيره في هذا العالم المضطرب، ملك سعى بماله وجاهه لجمع الكلمة وتوحيد الصف، ملك حليم، لكنه سريع الغضب عندما تنتهك حرمات الله، وعندما يُنال من الوطن، همّه راحة الشعب، وأمن الشعب، وسلامة الشعب، ملك جاءته الألقاب ولم يسع لها، قيل عنه، ملك الإنسانية، ولم يرضه لقباً، معللاً بأن الملك كلّه لله، وقيل عنه الداعي للحوار بين أتباع الديانات، وقيل عنه نصير المرأة عندما فتح لها آفاقها الرحبة وفق متطلبات الشريعة السمحة ومقولته الشهيرة عنها بأنها لم يأت منها إلا الخير، ملك فتح أبواب العلم لأبنائه من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، ملك سعى لتطوير القضاء من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين لتطوير القضاء، ملك عهده، عهد خير ورفاهية، عهد نمو وازدهار، عهد ميزانيات خرافية غير مسبوقة، المملكة في عهده ورشة عمل بمختلف الميادين، كيف يراد لنا ألا نفرح بسلامة هذا القائد.. كثرت الإشاعات التي تحمل الحقد والأراجيف لهذه البلاد الطيبة، كل من في قلبه مرض وحقد أسود وجد ضالته في دخول الملك للمستشفى، وطفق يغرد بإشاعاته الكاذبة التي تنال منه -رعاه الله- حتى انقلب سحره عليه، خروج الملك ضربة قاضية في وجه أرباب الإشاعات، وهذا من فضل الله ورحمته على هذه البلاد وحكامها، أميرنا الغالي سلمان بن عبدالعزيز، إذا قال، خرست الألسن والأقلام، لا يقول إلا صدقاًكل يوم يزور أخاه الملك ويبشر الشعب بأن القائد المظفر بخير وصحة، ونحن نصدق أقواله، لكن المرجفين والمهرطقين لا يصدقونه، ولا يدعون الناس في حالهم، يريدون جرّ بلادنا للمظاهرات المفضية للثورات التي لا تبقي ولا تذر ذبّاحة للبشر، الوطن مساء الخميس ليلة الجمعة المباركة، هلّت عليه نسائم البشائر، أغلاها خروج الملك وعودته لأحضان شعبه، التي لا يعادلها بشرى، قلوبنا مع قائد مسيرتنا، تلهج له دعاءً صدقاً وولاءً ومحبة لله وفي الله ندين بها الله، في اعتقادي أن ليس ثمة مواطن على تراب هذه الأرض الطيبة، إلا وقد طار فرحاً بخروج الملك معافى، ولا يهمنا تلك الأبواق التي تغرد خارج سرب الوطن من أوكارها في لندن وغيرها، وكما قيل (دع الكلاب تنبح والقافلة تسير) نحن في هذه البلاد، نعيش فرحة تلو فرحة، ونعيش أمناً ضارب أطنابه من أقصاها إلى أقصاها، بفضل الله أولاً ثم بفضل هذه الدولة المباركة التي يقودها خيارها من الأفذاذ المباركين من هذه الأسرة الحاكمة المباركة، خلفاً عن سلف، أدام الله عز هذه البلاد في ظل قيادتها الرشيدة.. ودمتم بخير.
dr-al-jwair@hotmail.com