|
تشهد بلادنا هذه الأيام العديد من مظاهر التلاحم الوطني بين القيادة الحكيمة والشعب الوفي، وهو تلاحم فريد تميزت به هذه البلاد المباركة في أوقات الأفراح والأتراح، إذ كفكفت المملكة دموعها ولملمت أحزانها على فقدها الجلل ومصابها الكبير نايف بن عبد العزيز - أعلى الله في الجنان مقامه - لتسارع لاستكمال مسيرة الخير والنماء باختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز وزيراً للداخلية ليكونا بتوفيق الله ورعايته خير خلف لخير سلف، وهو الاختيار الذي كان متوقعاً ومترقباً لما عرف عن خادم الحرمين الشريفين من حكمة وسداد رأي، ولما لسمو ولي العهد وسمو وزير الداخلية من خبرة سياسية وإدارية وأمنية عايشها أهل هذه البلاد.
إن الكلمات لتعجز عن إيفاء خادم الحرمين الشريفين حقه من التكريم والإعزاز، والمشاعر تتقاصر دونها الأسطر لإيفاء المليك حقه من الثناء والعرفان وهو القائد الذي احتسب وصبر على فقد الأخوين المؤازرين في عام واحد، والذي أبكت ملامح الصبر على وجهه شعب المملكة كبيره وصغيره فهو الأخ الصابر المحتسب وهو الأب القائد الحاني الذي يتخطى الأحزان ليعبر بشعبه ووطنه إلى بر الأمان وأجواء الاستقرار والرخاء.
إن شعب المملكة والعالم من حولنا يبارك هذا الاختيار الكريم والتعيين الذي صادف أهله لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولياً لعهد مملكة الخير والإنسانية، فهو الإداري الحصيف الذي نهض بالعاصمة الرياض على امتداد عقود حتى غدت واحدة من كبريات المدن وأكثرها ازدهارا وتخطيطاً، وهو الخبير بسياسة بلاده الداخلية والخارجية، والعارف بخصائص مجتمعه وتفاصيله، وهو رجل الخير والبر راعي المؤسسات الخيرية وجمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو السند والعضد لإخوانه الملوك البررة على مر السنوات الماضية.
إن شعب المملكة العربية السعودية يستبشر خيراً بولاية عهد سلمان بن عبد العزيز الأمير الإنسان والمثقف الموسوعي الذي تجمع شخصيته مابين القوة والحزم، واللين والرأفة في توازن دقيق خبره كل من تعامل مع سموه الكريم.
إن جميع ما ذكرته آنفاً ما هو إلا لمحات وشذرات من أوجه شخصية ولي العهد يحفظه الله والذي جاء اختياره في إطار السياسة المتوازنة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - وقطرات من بحر أمجاد المملكة وتاريخها المتجذر في الاستقرار وسلاسة انتقال السلطة.
كما أن الثقة الملكية الغالية التي أولاها القائد - يحفظه الله - لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز بتوليته مسؤولية وزارة الداخلية هي تأكيد على حرص القيادة الرشيدة على استمرار المنظومة الأمنية القوية والمتطورة التي أرسى قواعدها وبنيانها الفقيد الراحل نايف بن عبد العزيز.
لقد عرف الأمير أحمد بن عبد العزيز بالنظرة الثاقبة والخبرة المتراكمة والنوعية في مجال الأمن، والحرص على مواجهة القضايا الأمنية من خلال الدراسات والبحث العلمي، والمتابعة الدقيقة واللصيقة لمجريات الأحداث الأمنية في بلد مترامي الأطراف وفي محيط إقليمي تعصف به الأزمات، كما كان ملازماً لنايف الأمن ونهل من معينه، وأسهم في تثبيت دعائم الأمن خلال عمر حافل برعاية الأمن في بلاد الحرمين الشريفين.
إن ما حققته بلادنا بتوفيق الله في مختلف المجالات لم يكن فقط بما توافر لها من ثروات حباها بها الله تعالى، فكم من بلاد توافرت لها الثروة والإمكانات فلم تسعد شعوبها ولم تحقق لهم الأمن والرخاء،، وإنما لما أنعم الله به علينا من قيادة رشيدة في قامة خادم الحرمين الشريفين الذي جعل استقرار ورفاهية إنسان بلاده محط أنظاره واهتمامه وعمل جاهداً لأن تجبى إليه ثمرات كل شيء ويأتيه رزقه رغداً من كل مكان متوافرة له مستلزمات العيش الكريم الأمن.
أسأل الله تعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين لخير بلاده وأن يزيدها في القلوب محبة وفي أعين العالم هيبة، وأن يحفظ لها القيادة الرشيدة في وطن ما سطعت الشمس على أرض هي أكرم منه وأقدس.
رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية