|
الجزيرة - سيئول:
استمتع زوار معرض سيؤول الدولي للكتاب يوم أمس الأحد بعرض علمي مشوق لمسار الحركة الأدبية في المملكة قدمه اثنان من الأكاديميين المتخصصين هما الدكتور مرزوق بن صنيتان بن تنباك أستاذ الأدب في جامعة الملك سعود، والدكتور محمد بن عبدالله العوين أستاذ الأدب المساعد في قسم الأدب بكلية اللغة العربية ورأس الجلسة الدكتور حمد بن ناصر الموسى.
وقد بدأ الدكتور ابن تنباك بتقديم ملامح عامة للحراك الأدبي والثقافي في المملكة مستعرضاً بشيء من التفصيل أبرز المحاضن والأوعية التي كونت منطلقاً واسعاً ومجالاً رحباً لمختلف العلوم والآداب وفي مقدمة هذه المحاضن الصحافة والطباعة والمكتبات العامة والخاصة والجمعيات والنوادي الأدبية وقبل ذلك التعليم بمختلف مؤسساته ومستوياته.
ثم استعرض الدكتور العوين فواصل مهمة في مسيرة تطور النثر الأدبي السعودي حيث تحدث عن بواكير الوعي الكتابي الأول في الدعوة إلى النهضة وتتمثل في كتابات أدبية متنوعة الأغراض وهاجسها جميعا محاربة التقاليد، والتعالي على المعوقات، والشكوى من التخلف والحرص على احتذاء وتقليد النهضة الأدبية في مصر، ثم تحدث عن قضايا المقالة الأدبية وأبرز كاتبيها وموضوعاتها مثل قضايا تعليم المرأة وتوطين البادية ومحاربة التقاليد البالية ومن أبرز كتابها محمد حسن عواد ومحمد حسن فقي وأحمد السباعي وحمد الجاسر وعبدالله بن خميس وغيرهم، ثم تناول تطور القصة والرواية السعودية وقسمها إلى أربع مراحل هي: مرحلة الريادة التي بدأت برواية التوأمان لعبدالقدوس الأنصاري، ثم مرحلة الرواية الفنية والتي دشنها حامد دمنهوري بروايته ثمن التضحية ثم مرحلة الرواية الحديثة التي بدأت بصدور رواية شقة الحرية لغازي القصيبي، وأخيراً مرحلة التجريب التي تعد رواية (بنات الرياض) لرجاء الصانع فاتحة البدء في هذه المرحلة وما زالت مستمرة حتى اليوم واتسمت بغزارة الإنتاج وتنوع الأسماء.
كما شهد المعرض في اليوم ذاته محاضرة أخرى بعنوان (تجربة الابتعاث إلى كوريا الجنوبية) حيث قدم الدكتور صالح الصغير المستشار في وكالة الوزارة لشؤون البعثات ورقة عمل تناولت برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ورؤيته وأهدافه، والتخصصات التي يتضمنها البرنامج والدول التي يبتعث عليها، ثم استعرض تطور البرنامج منذ انطلاقته عام 2005م وحتى اليوم، وحفلت الورقة بالأرقام والإحصاءات التي توضح هذا التطور في أعداد المبتعثين وتخصصاتهم.
ثم قدم الدكتور سيه أون جانغ رئيس مجلس الدراسات الخليجية بجامعة دانكونك ورقة عن التواصل بين الثقافتين العربية والكورية وكيفية تعرف الكوريين على الأدب العربي والذي كان فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل علامة فارقة فيه حيث تشجعت دور النشر الكورية على التجربة والنشر للعديد من الأعمال الأدبية لأدباء عرب من بينهم محفوظ نفسه ومحمود درويش وغسان تويني وغيرهم.
ثم قدم الملحق الثقافي في كوريا الدكتور تركي العيار ورقة عن تجربة الابتعاث لكوريا الجنوبية مستعرضاً أوجه عمل الملحقية الثقافية في كوريا وما تقدمه من مهام وتسهيلات ومتابعة للطلبة المبتعثين واستعرض تطور أعداد المبتعثين إلى كوريا وتخصصاتهم والجامعات التي يدرسون فيها.