يعزي المرء أحياناً والعزاء له
ويدفن الحزن مع من له دفنا
من ثم يمضي قوي العزم محتسبا
يبني ويبني إلى أن يرتدي الكفنا
فالخلد للمرء أن يترك له أثراً
فما يهم الدهر من يفرح ومن حزنا
***
نعم نحن هكذا في الحياة نبكي ونضحك
نودع ونستقبل
(فرحم يدفع
وأرض تبلع)
وما الخلود إلا طيب الأعمال في الحياة والذكرى في الممات وحسن الخاتمة في الآخرة.
***
وهذا الوطن العظيم قد أنجب الكثير من الرجال العظام سواء أكانوا من الأسرة السعودية الماجدة أو من الرجال الذين ضحوا بالكثير من أجل هذا الكيان الكبير حتى وصل إلى ما وصل إليه من القوة والشموخ.
من هنا يجب علينا ألا ننسى أننا كلما فقدنا ركناً من أركان هذه الدولة العزيزة أن هذه الدولة قامت ولمرتين في التاريخ على يد رجل واحد من رجال هذه الأسرة، فالدولة الثانية قامت على يد الامام تركي بن عبد الله والدولة الثالثة قامت على يد الإمام الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن يرحمهما الله رحمة واسعة، لذا والحزن يعصر الأفئدة على رحيل رجل المهمات الصعبة نايف بن عبد العزيز رجل الأمن والأمان وحفظ القرآن والإداري السياسي المحنك وصاحب الصدر الوسيع في الاستماع وفصيح اللسان في الاقناع.. أقول وإن فقدناه فيعزينا أن هنالك رجالا يكملون الدرب نحو إشراقات الغد الأجمل والأبهى من سلالة هذه الأسرة المباركة كصاحب السمو الملكي الأمير سلمان وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد- يحفظهما الله- وكل أبناء آل سعود الكرام كل في موقعه وكل حسب عطائه وليرحم الله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز الذي عاش (نائفاً) ومات (نائفاً) وترك لنا منجزاته النائفة التي لن ينساها التاريخ!!