في أولى مشاركة دولية نسوية لمسابقة القرآن الكريم حققت المتسابقة السعودية حسناء بنت علي بن أحمد الحارثي المركز الأول على جميع المتنافسات في المسابقة الهاشمية الدولية للإناث لحفظ القرآن الكريم وتلاوته في دورتها «السابقة» وليس غريباً أن تتبوأ المملكة العربية السعودية مركز الصدارة، وتحوز قصب السبق في مثل هذه المنافسات، ولكن هذا الفوز وفي المشاركة الأولى جاء تأكيداً لريادة المملكة العربية السعودية وعنايتها بالقرآن الكريم وأهله وبجمعيات تحفيظ القرآن الكريم وبالدور النسائية.
ويأتي فوز المتسابقة حسناء الحارثي وتقدمها على المشاركات من ثلاث وثلاثين دولة كشاهد على ماتلقاه الدارسات كما يلقاه الدارسون للقرآن الكريم من الجمعيات ومن الحلق ومن المدارس الخاصة بتحفيظ القرآن الكريم من عناية واهتمام فهناك التعليم المتقن عن طريق المتخصصين والمتخصصات وهناك المسابقات المحلية للبنين والبنات وكانت المشاركة لهذه المتسابقة ثمرة من ثمار هذه المسابقات المحلية فهي إحدى المتفوقات في مسابقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز المحلية للقرآن الكريم مما أهلها للترشيح عقب طلب وزارة الأوقاف في الأردن من أشقائهم في المملكة العربية والسعودية.
لقد قلت مراراً وفي عدة مناسبات: إن الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم لا تؤهل الطلاب والطالبات لحفظ القرآن الكريم وتجويده فحسب، بل هي مدارس لتهذيب الخلق وتعلم الوفاء، وهذا ما أكدته الطالبة حسناء الحارثي قولاً وعملاً، فقد مثلت بلادها خير تمثيل، ثم جاء رد الجميل منها قولاً بعد الفعل والعمل حينما قالت: لقد تملكني شعور مليء بالفخر والاعتزاز بما وفقني الله إليه من تحقيق المركز الأول في المسابقة الهاشمية الدولية لتحفيظ القرآن الكريم السابعة للإناث، وأنا أمثل قبلة المسلمين ومحط أنظارهم مملكة الخير مملكة الإنسانية المملكة العربية السعودية كأول سعودية تشارك في مسابقة دولية لحفظ القرآن الكريم، فأحسست بالمسؤولية التي رشحت لها لكوني أمثل مهبط الوحي بلاد الحرمين الشريفين، وقالت أيضاً: إن هذا الإنجاز الذي تحقق بفضل الله، ثم ما توليه قيادتنا الرشيدة للقرآن وأهله. وأهدت الفوز لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي يولي عناية خاصة بالقرآن الكريم وأهله. ولم تنس المتسابقة أن تسدي الشكر لوزير الشؤون الإسلامية ولجمعية تحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة والتي تنتسب إليها الطالبة، وتعلمت في حلقاتها القرآن الكريم وما بذلته الجمعية من جهد في سبيل تعليم الطلاب والطالبات لكتاب الله الكريم.
نعم هذه هي أخلاق بنات الوطن وهذه أخلاق أهل القرآن الكريم الوفاء ثم الوفاء ثم الوفاء امتثالاً وتأسياً بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وقوله: (يا عائشة من لم يشكر الناس لم يشكر الله) وبنات بلادنا كأشقائهن الرجال يحظون ولله الحمد بالعناية والاهتمام في كل الميادين العلمية والعملية وإذا ما أتيح لهن المشاركة المنضبطة فسنرى منها التفوق والإبداع والريادة التي تليق بمكانة بلادنا الغالية فشكر لابنتنا الغالية حسناء الحارثي وشكر لجميع أبناء وبنات الوطن من المتفوقين الذين يؤكدون الريادة للوطن في كل محفل، والحمد لله رب العالمين.
alomari1420@yahoo.com