|
الجزيرة – نواف المتعب:
خرج اجتماع منظمة أوبك أول أمس على قرار إبقاء سقف إنتاج الدول الأعضاء بلا تغيير وذلك عند 30 مليون برميل يوميًا.
وقال الأمين العام للمنظمة عبد الله البدري: إنه تمت الموافقة على إبقاء سقف الإنتاج الرسمي عند 30 مليون برميل يوميًا وذلك بخفض في الإمدادات قدره 1.6 مليون برميل يوميًا.
مضيفًا أنه تم طلب الدول الأعضاء التقيد بمستوى 30 مليون برميل يوميًا، حيث إن الإنتاج الحالي 31.6 مليون برميل يوميًا وبالتالي سيتم خفض 1.6 مليون برميل يوميًا. ويأتي هذا الاجتماع في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الهندية طلبها لـ100 ألف برميل يوميًا ليصبح إجمالي النفط التي تستورده الهند من المملكة 740 ألف برميل هدفها التوسع في طاقتها التكريرية.
من جهة أخرى تترقب الأوساط ما تسفر عنه المنافسة في خلافة أمين عام منظمة أوبك الدكتور عبد الله البدري، حيث يأتي المرشح السعودي الدكتور ماجد عبد الله المنيف الذي صدرت موافقة مقام خادم الحرمين الشريفين بترشيحه لمنصب الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) الذي سيشغر نهاية هذا العام الذي سينافسه حتَّى الآن المرشح العراقي ثامر الغضبان. والمتابع لهذا المنصب منذ تأسيس المنظمة يجد أن مرشحي المملكة لم يتمكنوا من شغل هذا المنصب نظرًا لعملية التصويت التي تتم في بعض الفترات بناءً على التكتلات السياسية والمواقف وليس الكفاءة.
وقد كان آخر مرشح للمملكة هو سليمان الحربش مدير عام صندوق أوبك للتنمية حاليًا ولم يفز بالتصويت في حينها.
ويتوقع المراقبون أن كفاءة ماجد المنيف تجعله المرشح الأفضل لهذا المنصب بعد انتهاء مدة الأمين العام الحالي وهو الدكتور البدري الذي ستنتهي فترته بنهاية 2012م.
وقد أشار وزير النفط العراقي السابق الدكتور عصام الجلبي لـ»الجزيرة» إلى أن الدكتور ماجد المنيف شخصية معروفة في الأوساط النفطية وذو تاريخ عريق في العمل في الصناعة النفطية وبالتالي فإنه يمتلك كافة المقومات العلمية والعملية لشغل منصب الأمين العام وهو يفوق أيًا من المرشحين الآخرين في خبراته ومؤهلاته.
مضيفًا أن المملكة تستحق أن يكون مرشحها أمينًا عامًا للمنظمة لكونها أكبر بلد مصدر في العالم وتمتلك أكبر احتياطي نفطي. مشيرًا إلى أن الدور الذي تلعبه المملكة في المنظمة دورٌ مهمٌ جدًا لذلك يستحق لها شغل هذا المنصب بمرشحها وخصوصًا أنه لم يسبق لها أن تولت هذا المنصب منذ عشرات السنين لذلك لا أحق منها بهذا المنصب.
وقال الجلبي: القرار يجب أن يكون بالإجماع لذلك فالمواقف والمناورات السياسية سيظهر دورها مرة أخرى في تحديد الشخص لهذا المنصب وقد يكون على حساب الكفاءة كما حدث مرات عديدة وبكل تجرد فإنني أعتقد أنه من مصلحة الأوبك اختيار المرشح السعودي الدكتور ماجد المنيف لهذا المنصب.
من جهته أشار الخبير النفطي الدكتور محمد القحطاني إلى أن مرشح المملكة لهذا المنصب يحظى بالأولوية في هذه الفترة نظرًا لتداعيات الأسواق والتخوف والترقب لما يؤول إليه الاقتصاد العالمي بشكل عام وبالتالي خبرة المملكة وثقلها الناتج عن كونها دولة مؤسسة في منظمة أوبك وصاحبة أكبر احتياطي ودورها الرائد في تدعيم دور أوبك كأهم منظمة معنية بالبترول على الصعيد العالمي. وأضاف الدكتور القحطاني أن الكوادر السعودية مؤهلة بشكل كبير، حيث أثبتت هذه الخبرات حنكتها في الأزمات والحروب، حيث إن السياسات النفطية التي تنتهجها المملكة كانت عاملاً رئيسًا في استقرار السوق العالمي كما أن المملكة ودورها بالتعامل مع النفط كسلعة إستراتيجية وليس مثل ما تتخذه بعض الدول بأن النفط سلعة سياسية. منوهًا إلى أن المرشح السعودي الحالي من المنتظر أن يحظى بقبول إيجابي لدى أغلب الأعضاء وبالتالي المواقف والتكتلات المنتظرة لن تجدي نفعًا لأنَّ المرحلة القادمة بحاجة إلى تولي المنصب بالكفاءة والقدرة وليس عبر التكتلات والمصالح المشتركة التي لن تخدم المنظمة في ظلِّ انتظار أسواق العالم لتحرك يسهم في جلب الاستقرار والانتعاش لاقتصاديات الأسواق.