** أكتب هذا المقال الأربعاء الذي سيُنشر السبت هذا اليوم ولا أدري هل الرئيس مبارك باقٍ على قيد الحياة إلى هذا اليوم نظراً لوضعه الصحي الحرج وقد نُشر في ((الجزيرة)) على صدر صفحتها الأولى الأربعاء: الرئيس مبارك في ساعاته الأخيرة، والأعمار بيد الله!.
أعرف أن ما حصل ويحصل للرئيس السابق حسني مبارك لا يرضي الأغلبية من الشعب المصري الطيب، لكن - مع الأسف - الذي وراء كل ذلك هو الانسياق أو الانهزام أمام عواطف من يجتمعون في الشارع والميدان!.
الرئيس مبارك رجل يسير نحو التسعين، ومريض بين الحياة والموت، يعيش على التنفس الصناعي، كان يأتي إلى المحكمة ((بعربة نقل)) بمشهد حزين جدًّا، فضلاً عن أن هذا الرجل عندما يقارن بالرؤساء الذين غادروا أو الذين سيغادرون مثل المجرم بشار فمبارك لا يقارن بهم؛ فخلال رئاسته حقق كثيراً من المنجزات لمصر في السلم والحرب، وقد أصاب وأخطأ، وخلال الثورة لم يكن مثل غيره، فلم يأمر بقتل ولم يسب شعبه، وكانت ثورة مصر أقل الثورات خسائر: بشراً ومادة، ولثقته بما قدمه وحبه لمصر قرر أن يحيا ويموت فيها، وقد حُكم عليه بالسجن المؤبد، وليت الأمر اقتصر على ذلك، لكن وصل الأمر إلى الشأن الإنساني فقد تم رفض نقله إلى مستشفى راقٍ لإنقاذ حياته في تجاهل لوضعه الإنساني وتنكر لكل ما قدَّمه، بل حتى زيارة زوجته وأسرته له يتم التشدد فيها أكثر من أي سجين آخر وكأنه لم يكن الرئيس السابق ((الله يقطعك يا دنيا!)).
المشكلة في مصر أن ((الشارع)) الذي لا يمثل إلا عدداً محدوداً من (85) مليون مواطن مصري هو الذي يوجّه الرأي والانتخابات وما يتم بمصر بشكل عام.
إنني كمحب لمصر وأهلها أتطلع إلى أن يبتعد بعض أبناء مصر عن روح الانتقام والثأر؛ فهذه منوطة بالمحاكم، وعليهم جميعاً أن يتجهوا بأطيافهم كافة إلى بناء وطنهم وإنهاء انتخابات رئيسهم وأمن وطنهم وإنقاذ وضعهم الاقتصادي الذي يزداد سوءاً بسبب تصرفات عاطفة الشارع الذي لا يمثل إلا طيفاً محدوداً من أبناء مصر.
***
=2=
** وجوه مضيئة **
** ((بعض الوجوه
تمنحك رؤيتها فيضاً من الدفء والارتياح
وبعض القلوب
تفيض عليك نهراً من الحنان.. وشلالاً من السعادة
وبعض الأصوات
تحرضك على الصمت والإصغاء إليها
إلى درجة أنك تود ألا تصمت أبداً!
إنك عندما تحتضن صوت من ترتاح إليه
تحسّ كأن الدنيا كلها أضحت بين ضفاف سمعك، وشواطئ مشاعرك، أغنية شوق لا أحلى.. ومعزوفة حب لا أجمل ولا أندى)).
***
=3=
** للتأمل..!**
** الإنسان في هذه الحياة هو الذي يحدِّد مكانته وقدره..!
ولا يستطيع أحد - كما يقول المثل الإنجليزي - أن يجعلك تحسَ بأنك أقلُّ منه قدراً إلا بموافقتك..!
أولئك الذين تكون غاية حياتهم المادة هم الذين يحسّون بالذل أبداً.. وطالما “أذلّ الحرص أعناق الرجال”.
hamad.alkadi@hotmail.comفاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi