قد تحل أكثر قضايا الشرق الأوسط تعقيداً وتبقى مشاكل بعض البنوك السعودية عصية على الحل.. فصندوق شكاوى العملاء في بعض البنوك يبقى ممتلئاً على مدار العام على الرغم من تذمر العميل المستمر من القضية ذاتها.
وقد واجهت شخصياً مشكلة مع أحد البنوك التي وضعتني في موقف حرج لا أحسد عليه أبداً على مدى أسابيع, إذ تعرضت البطاقة المصرفية التي كانت بحوزتي إلى عملية استنساخ لبياناتها من قبل إحدى ماكينات السحب, ما قد يعرضني لفقدان كافة المبلغ الموجود في الحساب, فأوقف بنكي المصون البطاقة فوراً دون أن يكلف نفسه إبلاغي بالموضوع.. فحاولت أنا التي كنت مثل “الأطرش في الزفة” الاتصال بالبنك للاستفسار عن سر توقف بطاقتي, لكني لم أجد رقماً أستطيع من خلاله التحدث مع أحد موظفي خدمة العملاء، بل كان يرد علي في كل مرة الرد الآلي بخياراته المحدودة للمشتركين فقط في خدمة الهاتف المصرفي, التي حفظتها عن ظهر قلب مع تكرار المحاولة, وبعد السؤال والبحث استطعت أن أجد التحويلة السحرية التي سأتمكن من خلالها من التحدث مع أحد الموظفين, وبالفعل تحدثت معهم ونقلت لهم معاناتي كوني مقيمة خارج المملكة ولا أستطيع زيارة البنك لحل المشكلة وإصدار بطاقة مصرفية جديدة, فوعدوني بتفعيل البطاقة خلال أربع وعشرين ساعة من لحظة تقديم الطلب, ويشهد الله على كلامي أني كررت هذا الفعل فوق 8 مرات وكنت أسمع الوعود كل مرة, لكن بطاقتي لم تتفعّل علماً بأنها مصدر الصرف الوحيد لدي.. تخيلوا حجم المذلة والاستهتار والإهمال الذي تعرضت له خلال هذه الفترة! وأنا أتنقل بين موظف وآخر وأسرد لهم مأساتي وأطالبهم بإيجاد حل.. حتى اتصل بي أخيراً مدير قسم الشكاوى في البنك وتعاطف مع حالتي الإنسانية الصعبة! وفعّل بطاقتي لدقائق معدودة لأسحب مبلغاً يكفيني حتى يبعث لي ببطاقة جديدة على حد قوله, وحين وصلت “البطاقة المحروسة” اتصل بي وأخبرني أنه سيطلب تفعيلها سريعاً.. لكن يبدو أن المأساة لم ترد أن تتوقف, حيث ظلت البطاقة متوقفة لأسبوع آخر, حتى استطعت بعد محاولات حثيثة مع الإدارة تفّعيلها, البنك نفسه يكافح وعلى جبهة أخرى شكاوى مستمرة من قبل إحدى المؤسسات الاجتماعية التي يتعاون البنك مباشرة معها ومع المستفيدين منها.. حيث التقاعس والإهمال المتواصل في التعامل مع الطلبات والمشكلات على الرغم من حجم الاستفادة التي يجنيها من هذه المؤسسة.
المأخذ الآخر على البنوك لدينا هو إقفالها أبوابها في فترة الصلاة في وجه عملائها الذين يأتون من أماكن مختلفة منها بعيدة وقريبة على الرغم من التزامات البعض الهامة, وقد يصادف موعد وصولهم أوقات الصلاة ما يعني أنهم سيضطرون للانتظار خارج المبنى على الرغم من حرارة الجو الحارقة.. ولا أدري من وضع هذه التوجيهات التي تعكس عدم احترام وتقدير لعملاء البنك من النساء والرجال.. فإذا كانت الدوائر الحكومية لا تقفل أبوابها في أوقات الصلاة بل تتوقف عن خدمة العملاء والزائرين فقط, فما بال البنوك تتبع هذه الإجراءات التي تستفز مشاعر عملائها الذين هم “أساس” وجودها.
أخيراً.. على البنوك وبصفتها الحاضن لأموال المواطنين والمقيمين أيضاً واجبات اجتماعية تحتم عليها الخروج من دورها العملي الجامد فقط وحدودها إلى القيام بواجباتها الاجتماعية واستشعار مسؤوليتها تجاه المجتمع عبر تمويلها لمشاريع تنموية ومشاركتها في الأنشطة الخيرية ودعم المشاريع الشبابية من خلال تقديمها عروضاً خاصة وقروضاً ميسرة للمواطن, كما أن عليها المشاركة في دعم الحملات التوعية ضد بعض الأمراض أو بعض الظواهر الاجتماعية السلبية فبذلك تتجاوز نفسها وتكسب ثقة المواطن وتدعم مسيرة الوطن على طريق التقدم والنهضة.
Twitter:@lubnaalkhamis