أبدأ أولاً بالإشادة بقرار أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز بخصوص تنظيم دخول الشاحنات إلى مدينة الرياض وتحديده فقط بين الساعة العاشرة مساء وحتى الخامسة فجراً والسماح لشاحنات صهاريج الخدمات (الماء، الغاز، الوقود) بالدخول من الساعة 9 صباحاً إلى الساعة 1 ظهراً ومن الساعة 6 مساءً وحتى الساعة 5 من صباح اليوم التالي. وأعتقد أننا نحن سكان مدينة الرياض قد لمسنا فارقاً كبيراً في سير الحركة المرورية في العاصمة. وبحسب تصريحات مسؤولي مرور الرياض أن القرار أسهم بشكل كبير في اختصار أوقات الذروة، كما أنه أسهم بشكل فاعل في تقليص زمن الرحلات بنسبة عالية على جميع الطرق الرئيسة والفرعية داخل المدينة وعلى الطرق الدائرية. إلا أن مثل هذا القرار قد يكون له العديد من الأبعاد والآثار الاقتصادية، ولعل من أبرزها تأثر قطاع النقل البري (الشاحنات بشكل كبير بذلك)، واضطرار أصحاب الشاحنات للتوقف والانتظار لساعات طويلة انتظاراً لفترة السماح للدخول وتوصيل البضائع. التخوف الكبير في أن يحدث نقص في نقل الواردات إلى المدينة بعد عزوف مستثمرين عن العمل في الطرق المؤدية إليها مع احتمالية ارتفاع كبير في الأسعار بفعل تبعات الأزمة؛ فالمستوردون في العاصمة مثلاً سيدفعون مبالغ أكبر لنقل بضائعهم من الموانئ, والتأخير في الميناء سيكلفهم رسوم أرضيات يضطرون لإضافتها إلى أسعار السلع التي يبيعونها. هناك أحاديث عن إضراب بعض السائقين عن العمل احتجاجاً على فترات الانتظار الطويلة التي ظهرت مع التنظيم الجديد، وكذلك أنه قل لديهم حجم الطلب جراء تضاعف المدة المعتادة للوصول إلى العاصمة والعودة منها. هناك تخوف آخر في أن يتأثر القطاع التجاري بارتفاع الأسعار للسلع التموينية بكافة أنواعها، مما سوف يؤثر على المستهلك النهائي. وأن هناك سلعاً تأخيرها يضر الأسواق والمستهلكين، كما قد تتعرض للتلف جراء وقوفها الممتد تحت أشعة الشمس.
المقترح، أن تتم دراسة الأثر الاقتصادي والتجاري على مثل هذا القرار والعمل على إيجاد حلول تخدم الجميع سواء أصحاب المصانع أو التجار أو ملاك سيارات النقل والسائقين وأخيراً المستهلك.
sulmalik@hotmail.com
smlhft2010@gmail.com