|
لا يمكن أن أسجل إعجابا تقليديا في حفل افتتاح فعاليات مئوية حرس الحدود، إذ لا أرى ذلك من الإنصاف، فقد كانت فقراته نوعية بما تعنيه الكلمة. فهنيئا منذ البداية.
الذي كان قريبا من المنظمين يدرك أن ذلك العمل لم يتم بمحض الصدفة، بل كان نتاجا صريحا لأشهر من الجد والمثابرة، والتعب والتحديات التي كانت تواجه فرق العمل، لكن الرغبة القوية والصادقة بإخراج عمل إبداعي يليق بتاريخ حرس الحدود، شكل دفعة قوية متصلة للوصول إلى صورة تليق بالجهاز العسكري الضخم وبمنسوبيه.
إن المنصف يدرك صعوبة إقامة معارض متخصصة للمؤتمرات في المنطقة، فما بالك إذا كان المعرض عسكريا، ويرتبط بأجهزة ذات حساسية عالية، على الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية على حد سواء، وبخاصة في ذلك التحولات التي تشهدها حاليا أغلب المناطق في المعمورة وليس في المنطقة فحسب.
وإن التحدي الأكبر لا يقف عند ذلك فحسب، بل يكمن في القدرة على صوغ أفكار إبداعية يرتبط فيها العسكري بالاقتصادي ويتقاطع معهما أو من خلالهما الثقافي والفكري ليتشكل من هذا الخليط نتاجا يصب في فائدة التنمية الوطنية والمجتمع بصورة مباشرة.
ولا ألوي على جهالة عندما أؤكد أن الاحترافية العالية لفرق العمل واللجان المتنوعة قد تضافرت بشكل أو بآخر من خلال عجلة العمل الضخمة التي ما انفكت تدور بصورة علمية رصينة ومهنية مميزة منذ صيف العام الماضي، وهو ما مكنها من تخطي الصعاب، والانطلاق من مرحلة إلى أخرى، في مشهد يفضح الحب العظيم والرغبة الجامحة في كل فرد في «مئوية حرس الحدود» من أجل تحقيق النجاح. لا من أجل أي أمر آخر يدنو من ذلك.
إنها تهنئة خالصة تأبى أن تكون حبيسة النفس وداخل الوجدان.. تهنئة ترفض الصمت أمام عمل يكشف قدرات هائلة في المؤسسة العسكرية «الإبداعية».... إنها تهنئة تأخرت كثيرا لكنها ارتأت أن تتلو النجاح الصريح.
مدير عامة الشؤون الإدارية والمالية ـ حرس الحدود