1 - في ظل القصف الإعلامي الذي يتعرّض له العربي على مدار الخمسين سنة الماضية.. وتم فيه تلويث صورته من الجار الذي يريد رد ثأر قديم.. والقريب الذي يستجيب لدواعٍ فئوية ضيّقة.. والبعيد بمبرّرات انتقامية، هي استجابة لأعمال لا عقلية اقترفناها نحن بأيدينا على أنفسنا وعلى غيرنا.. فما نتعرّض له اليوم يقع تحت طائلة «يداك أوكتا وفوك نفخ».. لكن من بين كل هذا الركام يبرز الحصان العربي بصفته الرمز العربي الوحيد الذي لم يتم تلويثه.. فمن يجرؤ على هذا وقد أجمعت الأمم على وصفه بالنُبْل.
2 - خصص المتحف البريطاني هذا العام للحصان العربي قاعة عرض مؤقتة وهو أكبر متاحف العالم وأشهرها مع اللوفر الفرنسي ويستمر العرض طوال أشهر الصيف.. والتي سوف يتخللها إقامة الألعاب الأولمبية واحتفالات العيد الستين لجلوس الملكة إليزابيث الثانية على العرش.. أي أنّ العرض سوف يستغرق كامل موسم الذروة السياحية لبريطانيا.. هذا إضافة إلى أنّ مدّة المعرض تتجاوز أربعة أشهر سوف يزور المتحف خلالها أربعة ملايين زائر.
3 - أما من يقف خلف هذا الإنجاز فهو الأمير فيصل بن عبد الله.. وهو يقف خلف أعمال كثيرة تتجاوز حدود المنتظر من رجل كامل الكفاءة.. ولا أدري من أين يأتي بهذه القدرة والطاقة لمواجهة هذا الكم من المهام المتعدّدة وتنفيذها كلها بأداء عالٍ.. فهو يرأس منذ عشر سنوات «مركز الأغر للأبحاث» ومشروعه الكبير لوضع استراتيجية نقل المجتمع السعودي من مجتمع ريعي إلى مجتمع معرفي.. وهي ذات الاستراتيجية التي يتبنّاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.. فالاستثمار في الموارد البشرية والانطلاقة الكبيرة في إقامة الجامعات في مناطق المملكة وضخ المليارات في مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم العام هي الخطوط الرئيسية للمرحلة التي نعيشها.. لذلك أُسْنِدت إليه وزارة التربية والتعليم ومهمّته فيها نقل مجتمعنا إلى مجتمع معرفي.
4 - وهو كذلك ذو الاهتمامات الثقافية فيرأس مجلس إدارة «مؤسسة ليان للثقافة» التي تساند النشر الثقافي وتقيم المعارض الفنية ومنها معرض «مساجد تشدّ إليها الرحال» الذي تنقّل بين خمس دول وسوف يحل بعد شهر ونصف في اسطنبول.. وكما خدم ثقافة الفروسية بإصدار أجمل الكتب وأشملها عن مقتنيات الحصان العربي.. وخدم رياضة الفروسية السعودية بتأسيسه اتحاد الفروسية وحصول المملكة على أول ميدالية أولمبية في تاريخها.. وخدم الحصان العربي بإقامة أشمل المعارض عن مقتنياته وتنظيم الندوات عنه في كل من ولاية كنتاكي ثم المتحف البريطاني.. فهو يرأس مجلس إدارة صندوق الفروسية الذي يحتضن الفريق الأولمبي السعودي الطامح إلى ميدالية أولمبية أخرى.
5 - إذا كان الحصان هو الوجه الجميل للعرب.. فإنّ الأمير فيصل بن عبد الله هو الوجه الجميل للوطن.