يعتبر قطاع حرس الحدود أحد الأجهزة الوطنية المعنية في السيطرة على حدود المملكة، ومنع التهريب، أو إنتاج المخدرات، وترويجها داخل المجتمع، وعلى حدودها. بل إن هذا القطاع، يُسجل - يوما بعد يوم - إنجازات كبيرة في ضبط الكثير من المهربات قبل دخولها البلاد، والإضرار بأمن الوطن، وحياة المواطن.
في سابقة هي الأولى من نوعها، لا زلت أتذكر - جيدا -، ما تداولته وسائل الإعلام: من تمكن رجال حرس الحدود، إحباط استخدام طائرة شراعية في محاولة تهريب مخدرات، - إضافة - إلى اختراقها المجال الجوي للمملكة من حدودها الشمالية. وكان آخر القوائم المعلنة، بإحصاءات مفصلة عن المضبوطات من المخدرات - بأنواعها المختلفة -، على الرغم من الأساليب الصعبة، التي يلجؤون إليها؛ لتنفيذ عملياتهم الخبيثة، هو تمكن الدوريات التابعة لحرس الحدود من متابعة الطائرة الشراعية أثناء اختراقها للمجال الجوي بالقرب من - محافظة - رفحاء داخل منطقة حرم الحدود في الساعات الأولى، وضبط أكثر من “700 ألف” حبة مخدرة، تزن “172” كيلو جراما. فكانت هذه الجهود لا تُحسب إلا بالإنجازات الرائعة، يحق لنا أن نفخر بها. وأعظم الإنجازات، حين نقرأ الأرقام الثمينة، عندما كشف مصدر مسؤول بحرس الحدود، عن أن: نسبة التهريب عبر الحدود السعودية الجنوبية، انخفضت إلى مستويات عالية، مبينا شمولها نسب المتسللين، والمهربين، والحبوب المخدرة، - إلى جانب - الحشيش، والقات، والأسلحة، والذخيرة الممنوعة.
تُشكل ظاهرة المخدرات، ظاهرة إجرامية تضر بالمجتمع، وتعصف بالعقول، والنفوس، - خاصة - وأن الخطر، يكمن في تزايد أعداد ضحايا المخدرات في العالم، مما يستوجب إيقاع العقوبة على فاعلها، بما يُحقق عنصري : القمع لهذه الآفة، والردع في المجتمع، - إضافة - إلى رفع مستوى الوعي الاجتماعي في مواجهة آفة المخدرات.
كتب لي ذات صباح، الناطق الإعلامي لحرس الحدود - سعادة العميد - محمد بن سعد الغامدي، بأن: حرس الحدود، كما يحرص على حماية ارض الوطن من المفسدين، والمهربين، إلا أن مهماته تختلف، وتتعدد. فهناك المهمات الأمنية، التي تتمثل في حراسة الثغور، ومراقبة البحار. وهناك المهمات الخدمية، المتمثلة في تقديم المساعدة؛ لصيادي الأسماك، وأصحاب القوارب، عندما تتعطل قواربهم في عرض البحر. وهناك المهمات الإنسانية، المتمثلة في إرشاد التائهين - براً وبحراً -، وتقديم العون، والمساعدة، والإنقاذ البحري، بل واستضافة السفن المتعطلة في عرض البحر، حتى يتم إصلاحها. وهناك - أيضا - العمل التوعوي، وهذا من الأعمال الإنسانية؛ للحفاظ على الأرواح، فقد تم تشكيل اللجنة النسائية للسلامة البحرية، بموافقة صاحب السمو النائب الثاني، وزير الداخلية - الأمير - نايف بن عبد العزيز، وقد بدأت أعمالها في المنطقة الشرقية - منذ عامين -، وانخفضت معدلات الغرق بشكل كبير.
رغم امتداد حدود المملكة، واتساعها في كل الاتجاهات، ووجود عدد من المنافذ - البرية والبحرية -، إلا أن قطاع حرس الحدود، ممثلا في رجاله، يُؤدون مهامهم بكفاءة عالية، وعلى أكمل وجه، فهم من نجحوا في مهمتهم الأمنية، وتأديتهم الجسيمة؛ للحد من وصول المخدرات إلى المملكة - من خلال - السيطرة على المنافذ، وتمرير المعلومات؛ للقبض على المهربين. ألا يحق لنا بعد ذلك أن نفاخر بتلك القوى البشرية المؤهلة، والمدربة بكافة الوسائل التقنية المتطورة، والأجهزة اللازمة؛ لكشف المضبوطات المهربة ؟.
drsasq@gmail.com