أحسن الله عزا كل السجايا الحميدة .. يتجذر الألم فينا عندما نفقد الرجال الأوفياء .. ويتعمق عندما يكونون ممن حفروا أسمائهم في ذاكرة الآخرين كرجال خير .. و وفاق .. كنماذج إنسانية رائعة تشم رائحة النوايا الصادقة في حديثهم .. في تحركهم .. في نقاشهم .. بل في جدالهم ( إن لزم الأمر ) ( علي بن ناصر الحميدة ) صديق الجميع .. و حبيب الصغير و الكبير و رمز (الخير) في ساحة العمل الخيري نفقده اليوم كرمز..ونتذكره كنوذج .. يتعقب المحتاج ويخفف عنه ..يطرق الباب بيد وباليد الأخرى البشرى..يتلون البعض ويبقى معدنه كماهو لا يتبدل
نفقد اليوم الوجه البشوش .. والقلب الطاهر .. والرمز الثابت .. والعلامة المميزة .. والنور الذي يضيء دروب الخير ..نفقد كل السجايا الحميدة التي فاضت دمعتها بفقده..!!
وفي محيط المجال الرياضي ظل ( أبو ناصر ) مصدر اطمئنان .. و عمود توازن .. والرجل الثقة لكافة الأطياف الرياضية في مدينة بريده و محافظات منطقة القصيم ..يعرفه الجميع .. يتعامل معه الجميع .. يثق به الجميع .. يستمع له الجميع .. و امتدت علاقات الفقيد إلى كافة أرجاء الوطن فقلما تجد الرياضي الذي لا ينحت في الذاكرة موقفاً لهذا الرجل .. و تعاملاً معه خصوصاً في فترات ( الثمانينات و التسعينات الميلادية ) ..
حدثني و نحن في محيط مقبرة بريدة أحد الرجال الأثرياء قائلاً بصدق و دمعة حرى تحاول السقوط من مقلتيه .. ( من لي بوسيط خير أثق به لإيصال ما تجود به النفس بعد رحيل هذا الرجل .. لقد ظل يحدثني عن المحتاجين و العجزة .. و اليتامى حتى آخر يوم له .. يبشرني بصلاح أسرة .. و استغناء أخرى .. وحاجة أسرة و نوع الحاجة وتصنيفها .. دقيق في معاملاته .. صادقاً في تعامله .. واضحاً في تقويم الحالات ..) تركت الرجل يبحث عن بديل .. ولن يجد ..!! ( علي الحميدة ) الغني .. المؤسر بلا مال و الباذل بلا رصيد .. و المعطي من عدم ..
نفقدك يا أبا ناصر كما نفقد تباشير الصبح .. و تضيق دائرة الأفق علينا برحيلك ..و يبقى للرجل حق علينا يجب دفعه .. و دين يجب سداده .. و موقف يجب أن نقدره ..أقول على الرائديين بالذات .. أن يعوا أن (علي الحميدة ) رمز من رموز كيانهم يجب إبرازه كنموذج يحتذى به و كشخصية رياضية جمعت كل الأطياف في معطفها ( الفضفاض )
..وهكذا رحل (الرجل الطيب)و سارت الركبان في يوم وفاته .. في جنازة مهيبة يظن للوهلة الأولى أنها لعالم فذ .. أو لتاجر منفق .. او لعلم من أعلام البلد .. لكنها ( لعلي الحميدة ) و كفى.
.. رحمك الله أيها الرجل الصالح .. وألهم ( فلذت كبدك ) الصبر و السلوان و كافة العائلة الكريمة .. وللرائديين .. الوفاء منكم .. و أنتم أهله.. و للجميع .. دعواتكم الصادقة .. للفقيد بالرحمة وإنا لله وإنا إليه راجعون .
صالح التويجري