تأتي الذكرى السنوية السابعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لهذا العام مناسبة للتأمل في سجل الإنجازات التي حققتها المملكة منذ بدء نهضتها الحديثة على يد المغفور له بإذن الله المؤسس جلالة عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-.. وهي إنجازات ظلت متواصلة ومتلاحقة عبر العقود والسنوات الماضية وشملت كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وها هي اليوم تتجسد في مظاهر مرموقة من الازدهار الاقتصادي، والرفاهية الاجتماعية للمواطن، والتقدم العلمي والحضاري والعمراني الذي ظل ينتشر في أرجاء المملكة كافة، وينعم بثماره جميع المواطنين.
ففي خلال العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، شهدت المملكة تطورات حضارية وتنموية بارزة على الأصعدة كافة.
وفي ظروف عالمية وإقليمية دقيقة تمر بها منطقتنا استدعت مبادرته -حفظه الله- تبني وتعميق سياسات الإصلاح والتحديث والتطوير الاقتصادي والإداري، وتطبيق سياسات فعالة في مختلف المجالات في إطار رؤيته الإستراتيجية النافذة والبعيدة المدى. حيث أدت تنفيذ مبادرات خادم الحرمين الشريفين، وتطبيق السياسات المستلهمة منها، إلى تحقيق الفاعلية المؤسسية والإدارية للأجهزة الحكومية، وتكثيف المشاركة المجتمعية في صناعة القرار وتنفيذه في ظل أمن واستقرار ننعم به جميعاً بفضل الله ثم بفضل حكمة ورؤية ملكينا الثاقبة.
لقد ظلت التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة محل عناية خاصة واهتمام دائم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- فلم تبخل حكومة خادم الحرمين الشريفين بتشجيع ودعم القطاع الخاص وخاصة قطاع المقاولات والتعمير وتعزيز دوره ليكون مساهماً رئيساً في خطط ومراحل التنمية.
وقد تحقق في عهده الزاهر رغم قصر المدة العديد من المنجزات الأمنية والتنموية الرائدة. وكان من ثمار ذلك ما ظلت تنعم به المملكة من استقرار وازدهار اقتصادي، ونهضة صناعية وعمرانية، وأمن وسلام اجتماعي، تأهلت بها جمعياً لأن تحتل موقع الصدارة بين الدول العربية من حيث حجم اقتصادها ومتانته، وجاذبية بيئة الأعمـال ومناخ الاستثمار فيها. كما احتلت المملكة المراكز المتقدمــة في تقارير التنافسية الدولية ومؤشرات ذات دلالة قطعية على جودة بيئة الأعمال ومناخ الاستثمار في المملكة. وعند التأمل في طبيعة المشروعات التي أقرها ملك البلاد -رعاه الله- على أرض الوطن، نجدها في العموم تتركز على محور رئيس وجوهري هو بناء الإنسان والاستثمار في العقل البشري، حتى إن الخطة التنموية التاسعة للبلاد الصادرة عن مجلس الوزراء نصت على توجه البلاد نحو ذلك بالتركيز على الاقتصاد المعرفي، وهو الاقتصاد الذي يستثمر منجزات العقل لبناء الدولة والإنسان. ولذا نرى في المشروعات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- تركيزاً على النهضة بالتعليم لأن التعليم هو الأساس والمعيار الحقيقي لبناء الأمم وتقدمها، فالبناء إنما يبدأ في الإنسان نفسه، وبناء العقل هو الخطوة الأولى نحو بناء الوطن، والاستثمار في العقل إنما يأتي سابقاً للاستثمار في الأرض.
هذه الاهتمامات لم تصرف خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- عن العناية والحرص على تلمس هموم واحتياجات المواطن، تشهد بذلك العديد من الأوامر الملكية والمكرمات لصالح المواطن السعودي حتى ينعم بعيشة هنية كريمة ولا شك هذه كان لها انعكاسات طيبة على معيشة الفرد تهدف إلى تحسين حياة المواطنين جميعاً، وتوفير الحياة الكريمة لأبناء الوطن.
لذلك أنتهز هذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً لأرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لقيادتنا الحكيمة وللشعب السعودي بهذه المناسبة، داعياً المولى عزَّ وجلَّ أن يحفظ قائد مسيرتنا وراعي نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، وكافة إخوانه البررة الميامين. كما ندعوه سبحانه وتعالى أن يحفظ لبلادنا أمنها وأمانها واستقرارها ويرد كيد أعدائها، أنه نعم المولى ونعم النصير.
مدير عام شركة بن سمار للمقاولات