حينما نقسو على الهلال -أحياناً- فلأننا ننطلق من قناعة راسخة بأن الزعيم قامة وهامة وتاريخ وسيرة لا تقبل الخنوع والارتكاس، وبخاصة إذا حدث ذلك وهو لا يشكو من عجز بيّن في إمكاناته.. أي أن لديه ما يدرأ عنه مغبّة الوقوع في مجاهل الظهور بمظهر العاجز الذي لا حول له ولا طول.. المظهر الذي لا يليق به كسيد غير مُنازع للساحة الآسيوية منذ ربع قرن.. أي أننا نقسو قسوة المحب.. والأكيد أن ثمة فارقا شاسعا بين من يقسو شامتاً وبين من يقسو محباً.
التأهل لدور الستة عشر من المسابقة الآسيوية على رأس المجموعة، قد أزال قدراً كبيراً من القلق الذي كان يكتنف مشاعر عشاق الزعيم، على أمل كسر الحاجز الوهمي الذي ظل يقف في طريقه خلال مراحل معينة من هذه المسابقة على مدى عدة مواسم كان هو المرشح الأقوى للمضي فيها إلى أبعد مدى. المطمئن أن من يعنيهم أمر الزعيم اليوم لديهم من الحنكة والحكمة، ومن الدراية التي اكتسبوها وخبروها خلال الأعوام الماضية.. ما يجعلهم أكثر قدرة على التعامل الأمثل مع المراحل المتبقية من المشوار الآسيوي، وهم لا يحتاجون إلى من يذكرهم أو يفطّنهم إلى ما يجب انتهاجه من تدابير تتطلبها المراحل القادمة للمضي قدماً.
بالتوفيق إن شاء الله للزعيم ولبقية فرقنا المشاركة في كل الاستحقاقات الخارجية، وإعادة هيبة الكرة السعودية إلى وضعها الطبيعي.
لمن قُرعت الطبول؟
حتمت ظروف الطبع ألاّ أتمكن من التعرف على هوية الحاصل على شرف نيل البطولة الأغلى التي تحمل اسم والدنا خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره، ومن ثم تقديم التهنئة له مباشرة.
وغني عن القول: إن طرفي اللقاء كلاهما فائز، وكلاهما نال شرف السلام على الوالد القائد وتبقى مسألة تحقيق الكأس مسألة ثانوية قياساً بما تمثله المناسبة من قيمة كبرى في حد ذاتها.
كذلك يمكن القول بأن الكأس الغالية حق متاح سواء للأهلي الذي يعيش أزهى مراحل عنفوانه الأدائي الذي غاب عنه فترة ليست بالقصيرة.
أوكان النصر المتعطش لبطولة تخرج عشاقه من عقدة العزف على وترالوهم العالمي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، اللهم إلاّ هرباً من ألم الحرمان نتيجة القحط والشح المدقع في معانقة الذهب وممارسة الأفراح أسوة بباقي الفرق.
عموماً: مبروك للحاصل على الكأس الغالية وحظاً أوفر لمن أدارت له ظهرها.. ولاسيما وأن اللقب لا يقبل القسمة على اثنين.
التحكيم.. للخلف (دُر)
منذ الوهلة الأولى التي تم البدء فيها باستهداف التحكيم المحلي من خلال التجني والإيهام بوقوفه ضد الفريق النصراوي تحديداً، أي منذ ربع قرن، واستخدامه كشماعة جاهزة تُلقى عليها أوزار مجمل الإخفاقات.. وإلى هذه اللحظة وتحكيمنا يسير من سيئ إلى أسوأ؟!.
ذلك أنه رغم تعاقب اللجان، ورغم الإعلانات المتكررة من قبل المسؤولين باتحاد اللعبة عن العزم الأكيد على التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه حفاظاً على هذا العنصر الأساسي والمهم في منظومة كرة القدم، والذي يشكل حجر الزاوية في نجاح أو فشل أي مسابقة.
إلاّ أن الحال ظل على ما هو عليه من سوء.. بل أصبح هذا العنصر هماً يثقل كاهل بعضهم ويقلقهم لكونه أكثر قدرة وشجاعة في استلاب حقوقهم ومنحها لمنافسيهم بكل أريحية وسخاء.. في حين يقف عاجزاً عن إنصاف القانون الذي يحمل شرف تمثيله قبل إنصاف الأطراف المتنافسة، كقاضٍ وليس كمشجع أو متفرج؟!.
طوال هذا الموسم شاهدنا العجب العجاب.. فرق يتم دفعها إلى الأمام بقوة الدفع الرباعي.. وأخرى تؤخذ حقوقها عياناً بياناً ما دعا برنامج (في المرمى) إلى إجراء إحصائية تحدثت بكل تجرد عن جملة من الكوارث التي رفعت بعضهم وخسفت ببعضهم الآخر؟!!.
إن ما شاهدناه خلال مسابقة كأس الملك للنخبة من كوارث تحولت معها عدالة القانون إلى (مدية) للطعن بدلاً من أن تكون عوناً وسنداً للنزاهة وإعطاء كل ذي حق حقه كائناً من يكون، صغيراً كان أم كبيراً؟؟!.
جزائيات تُحتسب ظلماً وجوراً.. أهداف لا غبار عليها يتم إلغاؤها بكل رحابة صدر، أهلت أطرافاً وأخرجت أخرى تجرجر أذيال الغبن والخيبة والندامة؟؟!!.