لا بأس أن يجرب د. علي الحمَّاد يده في الاعتراض على طرح الكاتب محمد آل الشيخ، لكن قبل أن يغضب منه ويعنِّفه عليه أن ينصفه وأن يحاول سَبْر غور فِكره وتوجُّهه. فالإسلاموية التي كتب عنها لا علاقة لها بدعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب، ولا بأي صحوة صادقة مباركة (الأحد 22-6 العدد 14472).

فبعد عقود من الاحتلال والاستعمار الأوروبي لبلدان العرب المسلمين أيقن الأوروبيون ألا قِبَل لهم بالدول العظمى التي ترغب منافستهم، فعمَّدوا إلى توطيد نفوذهم وجنَّدوا المختصين في الدراسات الإنسانية والمستشرقين لتفكيك رموز البنية البشرية في تلك البلدان للخروج بأساليب تضمن لهم الهيمنة على من في السلطة لمدة أطول.

وهكذا أصبحت الفئوية العرقية والمناطقية والمذهبية أساساً لتمكين أصحاب المشاريع القومية والبعث والصفوية من السلطة.

وقد تردد الأوروبيون كثيراً في توظيف ما عرفوه عن العقيدة الإسلامية للوصول إلى السلطة مخافة أن يؤدي تمكن المشاريع (الإسلاموية) إلى رفض الأوروبيين بعد استحواذهم على السلطة. لكن تعثر مشاريع القومية والوحدة والبعث جراء انتقال مركز الثقل إلى منطقة الخليج الغنية أرغم الأوروبيين على الدفع بأفكارهم (الإسلاموية!) التي وصلت معاهدنا وجامعاتنا بطريق ثانوية (second Hand) على يد (جهابذة) علماء من مستعمراتهم في شمال إفريقيا والشام الذين نقشوها بأمانة في عقول طلابهم الأبرياء

منصور الحيدان