|
الجزيرة - سعود الشيباني:
كشف المدعي العام صباح أمس السبت أن الأجهزة الأمنية أحبطت محاولة اغتيال أحد كبار رجال الدولة جنوب المملكة من قبل متهمين من خلية الجنوب التي يقودها أحد عناصر منظري تنظيم القاعدة والذي أعلن عن اسمه بقائمة الـ(26) فيما تم القبض على زعيم خلية الجنوب قبل محاولة فراره لليمن عام (1425هـ). وكانت المحكمة الجزائية المتخصصة قد استمعت صباح أمس في لوائح التهم التي قرأها المدعي العام بحق (13) متهما وهم (2-3-4-6-7-8-10-11-12-13-14-15-16) من أصل (16) متهماً بخلية الجنوب.
وكشف المدعي العام خلال قراءته للوائح المتهمين تورط المتهمين بالانضمام لتنظيم القاعدة والسعي لاغتيال أحد كبار رجال الدولة وقتل رجال الأمن والمستأمنين، وكذلك تورطهم بالتستر ونقل زعيم خلية الجنوب الموقف حاليا، فيما تورط عدد منهم للسفر لإيران عن طريق سوريا بهدف المشاركة بالقتال الدائر في أفغانستان دون إذن من ولي الأمر، كذلك ضبط أسلحة بحوزة عدد منهم. كذلك استغلت عناصر الخلية أحد المتهمين في الاستفادة من وضعه غير مطلوب أمنياً في استئجار سكن لهم وشراء سيارات والتنقل بزعيم خلية الجنوب من موقع لآخر، كذلك تورط عدد من المتهمين للتنسيق مع أشخاص يحملون الجنسية اليمنية لتهريب زعيم الخلية لتنظيم القاعدة في اليمن.
واعترف أحد المتهمين بالخلية أنه شاهد زعيمهم يتنقل بمدينة الرياض بزي أجنبي بهدف التمويه على الأجهزة الأمنية، كذلك ورد في لوائح التهم التي أعلنها المدعي العام أمس تستر أحد المتهمين بخلية الجنوب على شخص يتاجر بالأسلحة وبيعها على تنظيم القاعدة.
كذلك ورد في لوائح التهم قيام أحد المتهمين بتزويد زعيم خلية الجنوب بجوال به شريحة إنترنت بهدف نشر مواد إعلامية محرضة لموقع ما يسمى الإصلاح والعائد للمارق سعد الفقيه.
وفي سياق لوائح التهم تورط متهم بالخلية بقيامه بالتستر على زعيمهم لمدة أسبوع داخل خيمة تعود لوالده في منطقة صحراوية بعيداً عن المارة وأعين الأجهزة الأمنية، كذلك تواصل متهم مع زعيم القاعدة و وفّر له سكناً بالرغم من علمه بأنه مطلوب وعلى قائمة الـ(26) مطلوباً لوزارة الداخلية.
وكشفت لوائح التهم الموجهة ضد الـ(13) متهماً أن من بينهم متهم اجتمع مع عدد من المطلوبين بقضايا أمنية في إيران والمساهمة في التستر على مطلوبين والمساهمة في خروج أشخاص للعراق والانضمام لتنظيم القاعدة والقتال دون الإذن من ولي الأمر وتحت راية مخالفة لولي الأمر. كذلك المساهمة في خروج شخص ومساعده للخروج للعراق والصرف على ذويه.
وبينت لوائح التهم التي قرأها المدعي العام أن من ضمن المتهمين من قام بتأسيس مشروع تجاري بمنطقة الجنوب بهدف خدمة التنظيم. كذلك تم تأمين وسائل الطبخ وأماكن لإخفاء زعيم خلية الجنوب. كذلك تم نقل زعيم خلية الجنوب من المندق في منطقة الباحة لمدينة بللسمر بعسير حيث قام بأخذ زوجته للتظليل على رجال الأمن وأيضا قام متهم آخر بنقل زعيمهم من موقع لآخر وهو يرتدي زياً نسائياً، فيما أبرز كرت العائلة العائدة له بحجة أن من يرافقه زوجته.
ورصدت «الجزيرة» التي استمعت أمس للوائح التهم التي قرأها المدعي العام عن تورط متهمين بإشعال النار في مطعم مشهور في محافظة الخرج لكونه يحمل اسماً أجنبياً وحضر الجلسة ثلاثة من القضاة والمدعي العام ومندوبو وسائل الإعلام المحلية ومندوب من هيئة حقوق الإنسان وأقارب بعض المتهمين.
الجدير بالذكر أن زعيم خلية الجنوب الذي كان اسمه ضمن المطلوبين بقائمة الـ(26) والموقف حاليا قد انتهى الحال به في قبضة رجال الأمن عام (1425هـ)، حيث رصدته لساعات قبل أن تلقي القبض عليه في متنزه «أبو خيال» بمدينة أبها، جنوب المملكة.
وجاء في بيان للداخلية في حينه على لسان مصدر مسؤول بثته وكالة الأنباء أن «قوات الأمن وهي تقوم بواجباتها في متابعة المفسدين في الأرض أرباب الفكر المنحرف من المنتمين للفئة الضالة، قد تمكنت بفضل الله وتوفيقه مساء (الخميس) (19 جمادى الآخرة 1425هـ) من إلقاء القبض على رأس من رؤوس الفتنة وداعية للتكفير والتفجير ومن زين له سوء عمله التطاول على علماء الأمة وبث الدعاوى المزيفة والمحرضة على قتل رجال الأمن وبمعيته أحد الأشخاص، الذي تقتضي المصلحة عدم الإفصاح عن هويته». وأضاف البيان أنه «كان لسرعة وكفاءة رجال الأمن بعد توفيق الله الأثر المباشر في منعهما من استخدام الأسلحة التي كانت بحوزتهما والقبض عليهما حيين من دون أن يصاب أحد بأذى». وشدد المصدر المسؤول في وزارة الداخلية على أن «قوات الأمن عاقدة العزم على متابعة المفسدين في الأرض وإخراجهم من جحورهم وتقديمهم لشرع الله».
ويعتبر المطلوب (تحتفظ الجزيرة باسمه)، والبالغ من العمر 34 عاما، أبرز منظري الفكر التكفيري في المملكة بعد مقتل عيسى العوشن في مواجهة مع رجال الأمن في 20 يوليو (تموز) 2004. وكان المطلوب تسلم قيادة التنظير لـ»القاعدة» انطلاقا من كونه أكثر المطلوبين تحصيلا فقهيا، حيث حصل على البكالوريوس من جامعة الملك خالد في أبها مطلع عام 2000. وعمل قاضيا في أبها، وهو متزوج وله طفلان كان قد وجه إليهما رسالة عبر أحد المنتديات الأصولية على شبكة الإنترنت حاول فيها تمرير بعض الأفكار التكفيرية مستغلاً الغطاء الإنساني لفحوى تلك الرسالة. كما أن للمطلوب مجموعة من الكتب والمؤلفات التي تتبنى الفكر التكفيري وتحاول تجنيد بعض المتشددين، ومن هذه الكتب، كما ورد على لسانه في أحد لقاءاته بموقع مجلة صوت الجهاد (الناطقة باسم القاعدة) في المملكة - كتاب (الآيات والأحاديث الغزيرة في كفر قوات درع الجزيرة) وكتاب (الباحث عن حكم قتل أفراد وضباط المباحث) وكتاب (نصوص الفقهاء حول إحكام الإغارة والتترس) بالإضافة إلى مجموعة كتب وبحوث أخرى كلها تهدف إلى تقويض الأمن وخلق مبررات شرعية لتبرير تلك الأعمال الإجرامية للفرد السعودي. بينما يبرز كتابه (أسامة بن لادن مجدد الزمان وقاهر الأمريكان) كاعتراف حقيقي بالامتداد الأيديولوجي لفكر أعضاء تنظيم «القاعدة» الموجودين في المملكة وارتباطهم بزعيم التنظيم أسامة بن لادن.
وتلقى الموقوف تعليمه الدراسي الثانوي في الجنوب بتفوق، ودخل بعد ذلك مرحلة مضطربة من التنقل بين جامعتي الإمام محمد بن سعود في أبها وفرع الجامعة في القصيم وهي المرحلة التي تعتقد بعض المصادر إلى أنه تم فيها تجنيده نظرياً للفكر التكفيري من خلال بعض القراءات والمواقف التي اقتنع بها ومارس بعدها التنظير لها.