أحسنت الدكتورة دليل القحطاني بالموضوع الذي كتبته لقرائها هذا الأسبوع وفي طرحها لهذا الموضوع المهم، وهو التربية المتحفية.
وأحسنت مرة أخرى حين قال في موضوعها الأكاديمي الشيق (إننا نسير على الطريق الصحيح في الخطة المستقبلية لتطوير دور المتاحف وتوظيفها لتلعب دورا في تشكيل الحس الثقافي في المجتمع) ولم تقل إننا وصلنا!!
وأحسنت دليل مرة ثالثة حين ناقشت موضوعا يناقش هما اجتماعيا بروح أكاديمية ألا وهو تقريب المتاحف لكل شرائح المجتمع.
ومع الاتفاق مع الدكتورة القحطاني في أهمية التربية المتحفية إلا أننا قبل أن نربي الجيل القائم أو الجيل القادم على هذه التربية نعاني من عدم وجود حقيقي للمتاحف في حياتنا إلا في اليوم الوطني ومن خلال لقطات تليفزيونية سريعة، وأما زيارات المتاحف فالكثير من متاحفنا لا نعلم عن وجودها فضلا عن زيارتها.
ففي مجتمعنا الذي يشهد دعوة للجيل القائم والجيل القادم الكثير من الدعوات لتربية رياضية أو تربية ثقافية.... إلخ
إلا أننا لا نشاهد من يدعو على التربية المتحفية التي هي الأساس في جوانب كثيرة تخدم الوطن والمواطن وقبل ذلك ديننا الحنيف.
يندر أن نجد من يكتب أو يحث على أن يكون لدينا تربية حقيقية على التفاعل مع حولنا من آثار بلادنا كونها المشهد يعمق الولاء للوطن، وينمي الفخر به.
القليل بل أقل من القليل الذين يعرفون ما يحويه وطننا من المتاحف، بل بعض المتاحف لدينا تحولت من متحف هدفه جلب الزوار إلى دائرة حكومية قد ينحصر دورها في التعامل مع المراجعين.
وليسمح لي القارىء الكريم بأن أنقل له نصا لأستاذنا خالد المالك في محاضرته العلاقة بين الصحافة والسياحة والتي كانت الدكتورة دليل القحطاني إحدى المشاركات والمداخلات فيها حيث قال زميلنا المالك (أنقل حديثه مختصرا) في جزئية أن بعض أبناء وطننا يزورون المتاحف في الخارج ولا يزورنها في السعودية:
السائح عنده وقت طويل، فهو قد غادر المملكة بهدف السياحة، ليس عنده مشاغل أخرى، لا وظيفة ولا عمل، السعودي لا يأخذ بالتزام المسار الذي يوصله لموقع المتحف في دولة من الدول، وإنما يدفع مبلغاً كبيراً في سبيل أن يُمكَّن من الاطلاع على مقتنيات هذا المتحف، وأكثر من هذا ينتظر فترة طويلة إلى أن يُسمح له بالدخول. في المملكة لا يوجد أناس متخصصون في عملية خدمة السائح، سواء كان السائح محلياً أو أجنبياً. ولا يوجد برامج. هذا المتحف لم نقرأ أن هناك وقتاً متاحاً للأسر والعوائل من الساعة كذا إلى كذا، وأنها مجانية، لا نعرف ما هي مقتنيات هذه المتاحف الموجودة في المملكة، فقط في بداية الاحتفال أو التدشين تحتفي بشكل لافت وبعد هذا يصبح كأي دائرة حكومية، مجموعة موظفين، الزوّار عددهم محدود، لو أن لدينا قناة معنيّة بهذا الشيء ليستمر الإنسان يتواصل ويعرف ماذا في نجران؟ وماذا في الجوف وجازان والدرعية لكان هذا أخذ خدمة إعلامية وتسويقية للسياحة والآثار. أعود مرة أخرى وأُحمِّل وسائل الإعلام جزءاً كبيراً من هذه المسؤولية، والإعلام عادة لوحده لا يتحرك، إذا لم تكن الجهة المعنية بهذا القطاع أو ذاك على تواصل مع وسائل الإعلام، فلا تتوقعوا أن وسائل الإعلام ستأتي وتبحث عن هذا الشيء، كثير من المؤسسات الحكومية والأهلية أصبحوا دائماً هم الذين يغرقون الصحف بالأخبار والتقارير والمعلومات، فلماذا لا يكون تعامل الهيئة والجمعية مع الصحافة كما يفعل غيرها؟
هذا حديث المالك، وبه أنهي حديثي هنا.
xdxdxdxd99@gmail.comفاكس 2333738