منذ مدة وأنا غير متابع للكثير من وسائل الإعلام، لعل السبب الأول في ذلك يعود للملل الذي أصابني حقيقة من كثرة هذه الوسائل من جهة، وتشابه طرحها إلى درجة التطابق.. فضلاً عن اتساع رقعة الغث، لهذا لا أعلم ما مدى حجم الأصوات التي تشاركني رأيي في تخبيصات (المخلوع/ هاسيك ) بحق الفريق الهلالي.
ذلك أن لي مدة لم يخلُ أي مقال من مقالاتي الأسبوعية المتواضعة من الإشارة إلى مسؤولية ذلك (الأقرع) عما يحدث للفريق الأزرق من تراجع مخيف ينذر بما هو أسوأ، وكان آخرها الأسبوع الماضي حين ذكرت بأن لدى الزعيم من المقومات الإدارية والعناصرية ما يمكنه من المحافظة على سجله المشرف، ولم آت على ذكر الجهاز الفني ليقيني أن الفريق بلا جهاز فني أصلاً.. وأن بعض النتائج المرضية إلى حدٍ ما والتي كان آخرها أمام بيروزي، لم تكن سوى اجتهادات عناصرية فردية، أو لضعف الأطراف المقابلة.. لعل أكبر العيوب التي كشفت عن رداءة قدراته الفنية هي سهولة التفريط بالنتيجة في أواخر الأوقات الحرجة من المباراة بعد أن كان الفريق متقدماً.. فضلاً عن عدم قدرته على توظيف الكم الهائل من النجوم لديه التوظيف الأمثل.. حتى إنني قلت في إحدى المرات: إن الوضع يستدعي وقفة جادة من قبل الإدارة لتقدير الموقف، حفاظاً على ما تبقى من ماء وجه الفريق البطل على أقل تقدير أمام الأهلي ذهاباً كان الفريق يرثى له.
والكلام أعلاه كان عبارة عن حلم لم يتحقق.. وهذا لا يمنع من القول بأن الإدارة الموقرة أعرف وأعلم منا بما يجب وما لا يجب.
الأباتشي الزرقاء تفي بكل الوعود
(ما شاء الله لا قوة إلاّ بالله) يأبى هذا الزعيم إلاّ أن يكون حاضراً بكل أو بشيء من وهجه وبهائه كلما ظن القوم أنه غائب لسبب ما.. أو حتى تمنوا غيابه.
هذا الزعيم يذكرني بالشجرة المثمرة العملاقة التي تجود بثمارها وظلالها على مر العام.. فحتى والوقت مثلاً ليس وقت جني الثمار، فهي توفر الظلال الظليلة.
ذلك أنه حين يخبو هنا ومن ثم ترتفع الأصوات (الجافّة) التي أضناها الحرمان والإفلاس.. إلاّ أنه يتجلّى فجأة هناك فيملأ الفضاءات ضياءً وبهجة.
شاهدت الأباتشي عصر يوم الخميس تحلق في أجواء البطولة التي أضحت مفتونة بالزعيم شأنها شأن البطولات الأخرى العاشقة لزعيمها إلى درجة الوله.. بل أضحت لا تجد وتستشعر قيمتها ورونقها إلاّ من خلاله.
ألف ألف مبروك للزعيم، إدارة وأعضاء شرف وجماهير ونجوما وأجهزة فنية.
وتهنئة خاصة لعراب اللعبة الرمز الهلالي الكبير صاحب السمو الملكي الأمير (خالد بن طلال).. ومن ذا وزود (إن شاء الله).
البنشر العالمي!!
في طريقي لزيارة أحد الأصدقاء، وفي أثناء سيري ودخولي في أحد الشوارع الفرعية لفت انتباهي لوحة لا ينقصها أي شيء سواء من حيث الطول أو العرض أو الحجم كُتب فيها بخط جميل من الحجم الكبير (البنشر العالمي).
وبداعي حب المعرفة بالشيء خصوصاً إذا كان لافتاً، ذهبت وأوقفت سيارتي أمام المحل ومن ثم دخلت لأرى محتوياتك يا (عالمي) فربما يوجد فيه من الخدمات الحديثة ما يغري باللجوء إليه إذا دعت الحاجة مواكبة للتطورات والاستفادة منها.
ولكن على طريقة (عادل إمام) (عينك ما تشوف إلاّ النور)، وجدت العالمي (أردى) من بناشر خط الجنوب الساحلي (أُم صنادق).. إذ يفتقر لأدنى الأدوات الحديثة إلى درجة أنه لا يستطيع القيام ببعض أنواع الخدمات التي تقوم بها البناشر الأقل من عادية.
غادرت المكان متعجباً كيف أن مثل هذه المسميات الرنانة أضحت عديمة القيمة إلى هذا المستوى والدرجة.. تماماً كالعثور على كؤوس البطولات في حراج الصواريخ جنباً إلى جنب مع أباريق الشاي (أبو أربعة العتيقة).