|
يحاول هذا الكتاب تعرية جانب من جوانب ثقافتنا التي تتميز بسيطرة الراوي على ذهنية المتلقي وضعف الاهتمام بالسؤال عن الدليل للتثبت من صحة الأخبار.
الكتاب بعنوان (روايات المسنين وأخبار المعمرين سلطة الرواية وغياب الإثبات حول حقيقة الأعمار).
وهو من تأليف أ. فائز بن موسى البدراني الحربي.. وجاء في 234 صفحة من القطع الكبير ويقول المؤلف في المقدمة:
إن المتمعن في تاريخنا العربي يلحظ ضعف المنهجية التاريخية التي تقوم عليها رواية الأخبار والمعلومات كما يلحظ غياب مبدأ التحقق من المعلومة التاريخية سواء كانت مكتوبة أو مسموعة؛ إذ إن السمة الغالبة والمشتركة بين أفراد المجتمع العربي هي الإذعان لما كتبه المؤرخ أو قاله الراوي!
وقد ترتب على هذا السلوك الاجتماعي أن وجدت الإشاعة محيطاً جماهيرياً مناسباً للرواج والانتشار ووجد الراوي مجالاً خصباً للسيطرة على العقول المغيبة.
وقد وضع المؤلف قائمة بالأعمار الحقيقية لأكبر معمر في الدول الغربية وشرق آسيا.. ومن بينها 115 عاماً (فرنسا) 115 عاماً (أمريكا) 115 عاماً (هولندا) و116 عاماً (اليابان).
كما وضع قائمة بأكبر معمر عندنا حسب ما نشر في بعض المطبوعات: 180 (نجران) 160 (بيشة)، 152 (المدينة)، 145 (النماص).
وقال أ. فائز البدراني: عندما كنت أقوم أنا وزملائي في قسم التاريخ الشفهي بدارة الملك عبد العزيز بتتبع كبار السن والتسجيل معهم خلال المدة من سنة 1416هـ إلى 1426هـ لم نجد أحداً عاصر دخول الرياض في جميع أنحاء المملكة وكنا قليلاً ما نجد من عاصر معركة السبلة التي وقعت عام 1347هـ.
ولاحظ المؤلف أن الصحف تبالغ في وصف أكبر المعمرين وتذكر معلومات خاطئة عن أسباب طول العمر..
وعلق عليها بقوله:
- ما أسهل أن يقرر المراسل الصحفي أن ضيفه أكبر معمر في العالم!!
- لا أعتقد أن طبيباً مؤهلاً يقبل إجراء عملية لمريض تجاوز 100 سنة.
- لو علم الشاهد رأي الأطباء في شرب السمن لما استشهد به على طول العمر فالأطباء يؤكدون على حاجة المسنين إلى وجبات خفيفة والإقلال من الخبز والدسم.
- الواقع أن من يكبر سنه تضعف قواه الجسمية والحسية فيضعف سمعه وبصره وذاكرته، أما أن تعود تلك القوى إلى شبابها وأن يسود الشعر مرة أخرى فهذا لا يصدقه إلا البسطاء ولا يطرب له إلا العوام!!
- يعتقد العوام أن البر والسمن البلدي من أسباب الصحة وطول العمر لكن الأطباء يحذرون من الزيوت الحيوانية لأنها سبب رئيس من أسباب ارتفاع نسبة الكولسترول وتصلب الشرايين.
- ظاهرة القدرة على المشي والتمتع بالصحة الكاملة بعد الـ120 سنة ترد بكثرة في أخبار المسنين في الصحافة المحلية ولكنها دعوى تثير الشك لمخالفتها للواقع.
الكتاب صدر عن منشورات دار فائز البدراني للنشر وتضمن ثمانية فصول.