حادثة طفل الجوف المأساوية كانت فاجعة هزت المجتمع وأدخلت الرعب في القلوب لبشاعتها وجرأة مرتكبها، ذلك الطفل البريء مع وجهه الوضيء الجميل لا يبرح خيالي، أجد صورته أينما توجهت وأشعر بحزن دافق لما آل إليه مصيره، وأعجب كثيراً من قسوة الإنسان عندما يخلو قلبه من الرحمة، وقبل هذا وذاك لا يعرف عظمة خالق الكون وما سيوقعه من عقاب على أمثاله من المتجاوزين من المجرمين الذين لا يملكون أي قيمة أخلاقية يمكن أن تردعهم.
إن هذه الحادثة يجب أن لا تمر مرور الكرام فهي تحتاج أن تتفاعل معها وزارة الشؤون الاجتماعية لتعرف جوانب من أسبابها، إذ لا بد أن هناك خللاً اجتماعياً ساق إليها، ووزارة الشؤون الإسلامية لا بد أن تسهم لأنها مسؤولة عن المساجد وخطب الجمعة، والدعوة والإرشاد وما إلى ذلك، فلماذا ينتج في المجتمع مثل هذه الجريمة الشنعاء ومثلها كثير، فقد حدث من قتل ابنه، وقتل أبيه، ومن قتلت ابنة زوجها، ومن قتلت ضرتها وحوادث القتل الأخرى التي نقرأ عنها وتنتهي بالشفاعات ودفع الدية. فأين دور خطب الجمعة ودور الإرشاد والوعظ وتهذيب النفوس وتعميق الإيمان في داخلها.
وهناك مسؤولية على الجامعات، ومراكز البحوث، والمسؤولية الأعظم دون شك على وسائل الإعلام، وأعرف أننا لا نملك حجبها ولكن نتمنى أن يكثر فيها التوعية والتوجيه والتبصير ونشر القيم والفضائل التي جاء بها الإسلام والتي يتفق عليها العالم بشكل عام.
وفي النهاية فإنني أسأل الله الرحمة لهذا الطفل البريء وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.