هذه هي الدورة الثالثة للمعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي الذي تنظمه وزارة التعليم العالي في المملكة وبحضور عالمي للجامعات والمؤسسات التعليمية العالمية والمحلية تفوق الخمسمائة جامعة ومؤسسة تعليمية داخلية وخارجية.
حدث ضخم بلا شك هدفه العلم ونشره والاستفادة من مؤسساته المنتشرة في أنحاء العالم، خبرات ومنجزات وتقنيات تلتقي على أرض الوطن لتقرب المسافات لكل مهتم بالعلم أخذاً وعطاء. يقول وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري عن هذه التظاهرة العلمية العالمية: المعرض يهدف إلى تحقيق العديد من الأهداف القيمة التي من شأنها أن تقدم الصورة الحقيقية للنهضة الكبيرة التي تشهدها المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، فهو يتيح الفرص لتعريف القيادات والمسؤولين في أبرز الجامعات العالمية والمتخصصين والخبراء في التعليم العالي على الإمكانات العلمية، والعملية التي تتمتع بها الجامعات السعودية، والتي ترقى بها إلى مستوى تلك المؤسسات التعليمية المتميزة عالمياً، كما أن المعرض والمؤتمر يفتح آفاقاً واسعة لتعزيز التعاون والشراكات بين الجامعات السعودية ونظيراتها العالمية، موضحاً في هذا الصدد بأن الوزارة قد استقطبت للمشاركة أفضل الجامعات المتميزة في قائمة التصنيفات العالمية، مؤكداً أن تجاوب تلك الجامعات مع الدعوة كان سريعا عطفاً على ما غدا يحظى به المعرض من سمعة واسعة على المستوى الدولي. وأضاف وزير التعليم العالي أن من بين الأهداف التي تحققها هذه الفعالية المناقشة الجادة التي تشهدها أروقة المؤتمر المصاحب للمعرض، لأبرز قضايا تطوير مؤسسات التعليم العالي من قبل خبراء وأكاديميين بارزين، بما ينعكس إيجاباً على قطاع التعليم العالي بوجه عام، والسعودي على وجه الخصوص، وهو ما بات يشهد به الجميع ممن شاركوا في الدورات السابقة. كما أكد الدكتور العنقري أن من الفوائد الكبيرة المستفادة من هذا المعرض تبادل الخبرات بين المشاركين سواء في المجالات العلمية والعملية في قطاع التعليم العالي، وتعزيز الروابط بينهم، كما أن المعرض يتيح فرصة للطلبة وأولياء أمورهم في التعرف عن كثب على الخيارات الثرية المتاحة لمواصلة التعليم الجامعي والعالي في الجامعات السعودية والعالمية، مشيراً إلى أن وجود هذا العدد الهائل من الجامعات الخارجية والمحلية يشكل فرصة نادرة للتنقل بين مسؤولي الجامعات في فترة وجيزة، والاستماع إلى شروحاتهم بشكل دقيق عما يرغبون في التعرف عليه.
حديث معالي الوزير العنقري عن هذه المعرض وما يهدف إليه يجعلنا نتطلع وبشغف إلى النتائج التي سيجنيها القطاع التعليمي العالي في المملكة, وأيضا ما سيحصل عليه شبابنا المقدمين على الابتعاث من معلومات عن هذه الجامعات والمؤسسات التعليمية العالمية، والأمل يحدونا في أن نرى شبابنا مع أولياء أمورهم يجوبون أركان هذا المعرض ليتعرفوا على كل هذا الجامعات ويستمعوا من القائمين عليها عما تتميز به وماذا ستقدم لهم, وألا يكون الحضور فقط للمشاهدة وأخذ المطبوعات دون تعمق في المعلومة والسؤال المركز الهادف.
كثيرة هي المعارض والمؤتمرات التي تقام ولكن لم يجمع على معرض ومؤتمر مثل ما أجمع على معرض ومؤتمر التعليم العالي، فقد أجمع الجميع على تميزه ودقة تنظيمه والفوائد التي جنيت من ورائه لكافة القطاعات خلال دورتيه السابقتين, إن دل هذا على شي فإنما يدل على حسن الاختيار وحسن الإدارة من قبل وزارة التعليم العالي.
المملكة العربية السعودية أصبحت من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث أحد الدول المهمة التي تسعى الجامعات والمؤسسات التعليمية العالمية التواصل معها وتقديم خبراتها لها وهذا أمر في غاية الأهمية ويجب علينا الاستفادة منه فوراً ليس على مستوى الابتعاث فحسب ولكن لما هو أبعد وأهم وهو استفادة أساتذة جامعاتنا من أساتذة هذه الجامعات العملاقة من خلال الأساتذة الزائرين والمشاركة في مراكز الأبحاث والكراسي العلمية.
إن قضية التعليم على كافة مستوياته من أخطر وأهم القضايا الوطنية التي تستدعي من كافة المسؤولين عن هذه القطاعات المزيد من الرعاية والاهتمام وفي ضني أن هذا المعرض والمؤتمر يأتي في هذا السياق.
والله المستعان..
almajd858@hotmail.comتويتر: @almajed118