|
تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تنظم وزارة التعليم العالي خلال الفترة من (25 إلى 28 جمادى الأول 1433هـ) الموافق (17 إلى 20 إبريل 2012م) بمركز المعارض في الرياض المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي في دورته الثالثة، بمشاركة أكثر من 455 جامعة وهيئة ومنظمة عالمية تمثل 35 دولة بالإضافة إلى مؤسسات التعليم العالي المحلية.
وتشكّل الجامعات الأجنبية العدد الأكبر من الجهات المشاركة في المعرض، حيث قامت وزارة التعليم العالي باستقطاب نخبة من الجامعات العالمية المتميزة والمستوفية لمعايير الاعتماد الأكاديمي، وعدد منها تصنف ضمن قائمة أفضل 100 جامعة في العالم، كما تشارك في المعرض عدد من رابطات التعليم العالي التي تعتبر مظلة ينضوي تحتها عدد من الجامعات. كما تضم الجهات الأجنبية المشاركة في المعرض، بجانب الجامعات المحلية والعالمية والمنظمات الدولية معاهد اللغة وعدد من السفارات الأجنبية في المملكة ممثلة في أقسامها الخاصة بإصدار التأشيرات للطلاب المبتعثين بالإضافة إلى الملحقيات الثقافية السعودية في الخارج.
كما سيعقد مؤتمر تحت عنوان (الجامعات التدريسية العالمية الرائدة) ويتضمن أربع ندوات رئيسية يتحدث فيها 17 خبيراً من مختلف أنحاء العالم، وتتمحور مواضيع الندوات حول الأسس الإستراتيجية في التعليم والتعلم، ومخرجات التعلم وتقويم التعليم، وتنشيط بناء الجامعات للتعليم، بالإضافة إلى عرض لنماذج حديثة للجامعات التدريسية.
وسيكون من بين المتحدثين فيها جوزيف ريتزن وزير التعليم العالي السابق والمدير السابق لجامعة ماسترخت، وروبرت غليدين الرئيس الفخري لجامعة أوهايو، وأريك مازور عميد وأستاذ الفيزياء التطبيقية بجامعة هارفرد، وغوردن بوليستوتير رئيس الرابطة الأوربية للتعليم العالي، هذا بالإضافة إلى وزير التعليم العالي اللبناني، ومدير جامعة مدينة دبلن في أيرلندا.
هذا بالإضافة إلى عقد 71 ورشة عمل يقدمها مشاركون من جامعات عالمية ومحلية وتدور مواضيعها حول قضايا هامة في التعليم العالي كالجودة والاعتماد الأكاديمي والإرشاد الطلابي وكيفية اختيار التخصص الأكاديمي والتعليم عن بعد والاقتصاد المعرفي والشراكة المجتمعية وتجارب بعض الجامعات العالمية، وهذه الورش ذات مواضيع متنوعة وبالتالي فهي تستهدف جميع المهتمين بقضايا التعليم العالي من قيادة أكاديمية وأساتذة جامعيين وباحثين وطلاب.
وهذه الورش مفتوحة للجمهور ولا يتطلب حضورها التسجيل في الموقع الإلكتروني، وستتوزع بين ثلاث قاعات تتسع كل منها لـ100 شخص وبكل قاعة مكان مخصص لحضور السيدات، وقد تم تزويد القاعات بجميع الأجهزة التقنية والفنية وأنظمة الصوت والعرض المرئي.
إن النجاح الكبير الذي حققه المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي في دورتيه الأولى والثانية وضعه في مكانة متميزة على خارطة المعارض الدولية المهتمة بالتعليم العالي، وهو أمر لم يكن ليتحقق لولا فضل الله عز وجل ثم الدعم الكبير من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي كان هذا المعرض أحد الوسائل الفاعلة التي هدفت الوزارة من خلالها إلى تحقيق رؤيته حفظه الله لتطوير التعليم العالي في كل المجالات، وتعزيز النقلة التي تعيشها الجامعات السعودية ومؤسسات التعليم العالي ودعم جهودها للاستفادة من التجارب الدولية وتحقيق التعاون المشترك مع الجامعات والمعاهد العالمية.
وفي كل سنة يحقق المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي مزيداً من النجاحات ولعل استعراض أبرز المؤشرات الرقمية خير دليل على ذلك حيث قفز عدد العارضين من 400 عارض في الدورة الأولى إلى أكثر من 440 عارضاً في الدورة الثانية من أكثر من 34 دولة، كما ارتفع عدد زوار المعرض من 250.000 زائر في الدورة الأولى إلى 275.000 زائر في الدورة الثانية، كما بلغت اتفاقيات التعاون الأكاديمي الموقعة خلال الدورتين السابقتين 66 اتفاقية بين الجامعات السعودية والدولية.
إن هذه الفعالية الدولية ستسهم في تحقيق عدة أهداف منها مساندة برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي عبر تمكين الطلاب من تحديد واختيار الوجهة الأكاديمية المناسبة لهم كي يلتحقوا بها، كما يسهم المعرض في تسهيل مهمة الطلاب والطالبات في المقارنة بين الجامعات العالمية والبرامج والتخصصات الأكاديمية التي توفرها من خلال توفير أكثر من 455 جهة ومنظمة تعليمية في مكان واحد.
كما أن هذه الفعالية ستثري جهود مؤسسات التعليم العالي في المملكة عبر الاستفادة من الخبرات الدولية في قطاع التعليم العالي ودعم توجه الجامعات السعودية نحو عقد برامج شراكة علمية بحثية مع جامعات عالمية بالإضافة على عقد اتفاقيات تعاون وشراكة وتطوير بين الجامعات السعودية الناشئة والجامعات الدولية.
إن المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي يهدف لبناء وعي معرفي بقضايا التعليم العالي ومعرفة الاتجاهات الحديثة فيه والاطلاع على أبرز التجارب الدولية مع مناقشتها واستخلاص الفوائد منها.
ووزارة التعليم العالي حريصة على تنظيم هذه الفعالية في إطار جهودها لرفع كفاءة مؤسسات التعليم العالي ومخرجاتها وقيادة الجامعات السعودية نحو العالمية من خلال تمكين الجامعات السعودية وأعضاء هيئة التدريس فيها من التعرف على الخبرات والأفكار العالمية المتميزة وتحقيق اتفاقيات تعاون علمي معها، هذا بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للطلاب كي يتواصلوا مع أكبر عدد من الجامعات العالمية ويعرفوا أنظمتها وشروط القبول فيها والبرامج الأكاديمية التي توفرها.
إن قطاع التعليم العالي في المملكة شهد توسعاً كبيراً، وذلك بفضل من الله ثم بدعم كبير من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، حيث زاد عدد الجامعات الحكومية إلى 24 جامعة بالإضافة إلى زيادة عدد جامعات وكليات القطاع الخاص مما ترتب عليه نمو كبير في معدلات قبول الطلاب والطالبات، كما تم إطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لمدة خمس سنوات وتم تمديده لمدة خمس سنوات أخرى.
أما على الجانب النوعي فهناك اهتمام كبير من وزارة التعليم العالي والجامعات السعودية بمتابعة التوجهات الحديثة التي تساهم في رفع مستوى مؤسسات التعليم العالي ومخرجاتها مثل قضايا الجودة والاعتماد الأكاديمي والريادة العالمية والتميز البحثي ونقل المعرفة والخبرات وعقد شراكات مع مؤسسات أكاديمية وبحثية مرموقة.
إن كل هذه الأمور مجتمعة تؤكد أننا في هذه البلاد المباركة نعيش نهضة كبيرة جداً في قطاع التعليم العالي لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين لتطوير منظومة التعليم العالي والرفع من مستوى مخرجاتها لتحقيق التحول نحو الاقتصاد القائم على المعرفة، لذا تبنت وزارة التعليم العالي إقامة هذا المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي والذي من المتوقع أن يسهم في تحقيق إستراتيجية الوزارة المتمثلة في تطوير التعليم العالي وتحويله إلى منظومة ذات مستوى أكاديمي رفيع يحظى بالتقدير الدولي ويسهم في توليد المعرفة ونشرها واستخدامها.