حينما بدأت ظاهرة البويات في جامعات البنات، ثم في مدارسهن الثانوية، أذكر أنني كتبت مقالاً عن وجود هذه الظاهرة الشاذة وإلى خطورتها وخطورة عواقبها على الشرائح الأخرى من البنات. المقال لم تجزه الجريدة التي كنت أكتب لها، كما لم تجز غيرها من مقالات لكتاب آخرين وكاتبات أخريات، وهؤلاء جميعاً استشعروا الخطر، وحاولوا أن ينبهوا له.
اليوم، الظاهرة تطورت وتوسعت، فبالإضافة إلى البويات (البنات الأولاد)، صار هناك إيموات (أولاد بنات)، وعلمت بعض الصحف، أن توجيهات صدرت لمدارس التعليم العام والجامعات، للتصدي لهاتين الظاهرتين المؤسفتين، عبر أخذ تعهدات خطية من الطلاب الإيموات، والطالبات البويات، بعدم العودة إلى هذه الممارسات، وعدم السماح لهم ولهن، بالدخول إلى ساحات الجامعات أو المدارس، إلا بعد عدولهم وعدولهن عنها!!
يا حبيبي يا مسؤول التعليم، ويا حبيبي مسؤول الإعلام! تتركان الظواهر تنمو وتنمو، لأنكما تخافان من طرح الواقع كما هو، في طاولات اجتماعاتكم التربوية، أو في صحفكم وتلفزيوناتكم وإذاعاتكم؟! طيب، ما الذي استفدناه؟! الآن، سنبذل جهوداً مضاعفة للجهود التي كنا سنبذلها للتصدي لهذه الظواهر، وهي في بداياتها؟ آآآه، ليتكم تسمعون الكلام، ليتكم تستفيدون من الدروس!!