|
الجزيرة - سعيد الدحية الزهراني
تستعد جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لفتح ملف بحثي مهم برز في السنوات الأخيرة كـ»صرعة علمية» أججت لهاث الجامعات نحو التنافس والتسابق في الفوز بأكبر قدر منها.. ويتمثل هذا الملف «الموضة» في كراسي البحث التي انطلقت برامجها في الجامعات السعودية منذ نحو خمسة أعوام فقط.. في حين لم يكن قبل تلك المدة لهذا المجال أي وجود يذكر.. على أن الجامعات في مختلف بلدان العالم تجاوزت مراحل إيجاد هذا الشكل إلى اعتباره مكوناً رئيساً في بنية النظام الجامعي أساساً..
ومنذ انطلاق برامج الكراسي البحثية في الجامعات السعودية.. لم تعقد أي جلسة علمية لمراجعة وتقييم فاعلية التجربة.. ما أدى إلى وجود كراسي بحث غير فاعلة في مقابل قلة منها طبقت التجربة بعلمية ومنهجية ومهنية مؤسسية..
وتأتي ندوة جامعة الإمام التي ستنطلق أعمالها في الفترة من 24 ـ 26 الشهر الهجري الجاري.. لمراجعة التجربة وتقييمها ومقارنتها بتجارب عالمية سابقة.. خطوة مهمة نحو تحديد مسارات العمل الخلاّق لبرامج كراسي البحث في الجامعات السعودية.. خصوصاً في ظل غياب أو ندرة مراكز بحثية متخصصة من شأنها النهوض بالجوانب البحثية من دراسات واستطلاعات وتحليلات في مختلف المجالات..
إلى ذلك تبرز جوانب إدارة التمويل المالي لبرامج كراسي البحث في الجامعات السعودية وتنميتها واستثمارها بما يضمن استمراريتها ولو لتلافي إغلاقها على أقل تقدير..
وفي ظل غياب إحصاءات دقيقة وموثقة حول إجمالي ما تحصّل لبرامج كراسي البحث في الجامعات السعودية من دعم مالي.. تبرز تكهنات عدد من المراقبين بـ»رقم ملياري» وذلك بالنظر إلى العدد المئوي المتنامي للكراسي البحثية..
اللافت في هذا السياق يتمثل في حجم وحساسية الأسئلة التي تثيرها برامج كراسي البحث دون وجود إجابات شافية وحاسمة لها.. بدءاً بجوانب الترجمة الفعلية لمخرجاتها البحثية ومروراً بسؤال التصنيف الذي يضع جزءاً كبيراً منها في خانة «غير فاعل» وانتهاء برؤى استدامة التمويلات المالية واستثمارها.. ولعل سؤال الأثر المرتقب من برامج كراسي البحث في الجامعات السعودية حيال العلم والمجتمع والوطن.. يعد سيّد التساؤلات المؤمل أن تجيب عنه ندوة جامعة الإمام..