|
استضافت الجلسة الخامسة التي جرت ضمن فعاليات ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2012 الذي نظّمته الهيئة العامة للسياحة والآثار، وحملت عنوان (عيش بلدك.. عيش السعودية)، عدداً من الكتَّاب والمفكرين والفنانين والمسؤولين للحديث عن تجاربهم مع السياحة الداخلية وما حملوه من ذكريات عمّا رأوه في المناطق السياحية والأثرية بالمملكة، حيث افتتح الجلسة ماجد الشدي مدير المركز الإعلامي بهيئة السياحة مرحباص بالحضور، موضحاً أنه من حق السعوديين الفخر بوطنهم والعيش به وليس العيش فيه فقط، ومن ثم تم عرض فيلم قصير لمدة 3 دقائق يستعرض تجارب الناس الإيجابية وذكرياتهم عن السياحة الداخلية.
وقد أكَّد مدير الجلسة الإعلامي محمد الشهري أن الجلسة تستعرض تجارب المتحدثين وتعليقهم على تجارب الآخرين، وتعريف الاستمتاع بالوطن، وطرح تساؤل: «هل الوطن للسكن والعمل فقط.. والاستمتاع بالسياحة خارج حدوده»؟ وأهمية التخطيط لسياحة نهاية الأسبوع والإجازات القصيرة، وأيضاً طرح تساؤل «ماذا ينقصنا لتكتمل صورة السياحة السعودية الداخلية»؟ وأضاف الشهري: زرت عدة أماكن سياحية بمناطق المملكة، وأحمل وعائلتي ذكريات طيِّبة عنها، ولكن هناك بعض المعوقات، ومنها ما حدث من أسبوعين تقريباً، حيث طلبت مني إحدى الشركات تقديم فعالية ترفيهية في إجازة الربيع لها تقيمها، وبعد الاتفاق تم إلغاء الفعالية لأن الشركة لم تأخذ تصريحاً رسمياً، وهذا ربما يضر بالسياحة، لذا يجب أن يكون هناك نظام موحّد للتراخيص السياحية.
وصرح الفنان الدكتور راشد الشمراني بأن العناصر الطبيعية والمقومات السياحية والأثرية بالمملكة كثيرة ومتنوّعة، ومنها الجنوب وجازان وتهامة ورجال ألمع وينبع، بين الجبال والبحور والشواطئ البكر النقية والحياة البدوية والصحراء وغيرها، موضحاً أنه ذهب منذ أكثر من عشرين عاماً لرحلة سياحية لجزيرة فرسان ولا تزال صورتها باقية في ذاكرته حتى الآن، حيث الشواطئ الرائعة والمعاملة الراقية الكريمة من أهل الجزيرة، مبيِّناً أن بعض المدن تعودت على التعامل مع السياح بشكل احترافي فيما هناك البعض الآخر لم يتعوّد بعد رغم القيمة الاقتصادية الكبيرة التي تعود على تلك المجتمعات المحلية ليبقى «خيرك في بلدك»، مقترحاً أن تصنع الهيئة من خلال فريق عمل فيلماً خاصاً لها عن رحلة سياحية متكاملة يكشف بدقة معوقات السياحة الداخلية. واتفق معه في جانب غنى المملكة بالمقومات السياحية خالد بن علي المطرفي المدير الإقليمي لقناة العربية بالمملكة الذي قال: زرت العديد من المناطق السعودي بحكم عملي، ووجدت مناطق أكثر من رائعة، ولكن هناك عدداً من المعوقات أطالب الهيئة بالتعاون مع المستثمرين في حلّها لمزيد من جذب السائح السعودي للداخل.
ومن جهته أكّد بدر بن محمد بن عبد العزيز العساكر الأمين العام لجائزة الأمير سلمان لشباب الأعمال بالغرفة التجارية بالرياض على أن جهود هيئة السياحة كبيرة جداً في مجال حصر الأماكن التاريخية والأثرية بالمملكة رغم جهل البعض بتلك الجهود، موضحاً أنه زار المجمعة وأعجب هو وأصدقاؤه بالبيوت الطينية التي أعادت له ذكريات الماضي الجميلة، مطالباً الهيئة بعمل كتيب عن الفرص السياحية الاستثمارية المناسبة للشباب.
وبيَّن فاضل أحمد العماني الصحفي في جريدة الرياض أنه قام برحلة سياحية مميزة لجزيرة تاروت وأيضاً مدينة العلا، مشدداً على أن هناك تطوراً كبيراً في السياحة السعودية، موضحاً أن هيئة السياحة مظلومة لأن عمرها حوالي 10 سنوات وهي بحاجة لوقت طويل للنهضة بالسياحة الداخلية التي تواجه بعض الرفض الاجتماعي، مطالباً بأن تكون الهيئة صاحبة الصلاحية في كل ما يخص السياحة وأن تتحرك بمسؤولية لتنهض بهذا القطاع.
بينما أوضح يحيى شون ريموند الإعلامي الأوروبي المقيم في السعودية أن هناك أماكن جميلة جداً بالمملكة تحتاج أن يكتشفها السعوديون بالزيارة، حيث إن هناك نقصاً في وعي السعوديين بالمقومات الموجودة بوطنهم.
وقال مشاري بن محمد وهو «شاب جامعي»: الشباب يفضلون الرحلات البرية، حيث أمارس أنا وأصدقائي رياضة التطعيس.
وفي الجانب النسائي قالت الدكتورة فايزة محمد حسن أخضر عضو في مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية بجامعة أوكسفورد ومستشارة تربوية لهيئة المعلمين البريطانيين: بحكم عملي زرت العديد من المناطق السعودية، واستمتعت برفقة أسرتي بسياحة مميزة، وخاصة في جازان التي تعتبر دولة وليست مدينة، والنماص وجبالها التي لا يتخيلها الكثيرون، وعلينا استثمار ما تمر به المنطقة من اضطرابات سياسية لرفع معدلات السياحة الداخلية.
فيما ذهبت إيمان بنت عبد الله بن عقيل العقيل رئيس تحرير مجلة حياة للفتيات إلى أن تكرر الزيارات لمناطق داخلية بالمملكة يعزّز السياحة الداخلية، مطالبة بربط مناهج التعليم بالسياحة الوطنية، موضحة أن هناك الكثير من المواطنين لا يعرفون شيئاً عن معالم سياحية مهمة بالمملكة.