يقول مثلنا الشعبي “المغسل ما يضمن الجنة”، وبالمنطق نفسه نقول إن “الجامعة لا تضمن الوظيفة لخريجها”.. نعم الجامعة لا تضمن الوظيفة ولكنها يجب أن تضمن أن خريجها تعلم من المهارات والمعرفة العلمية والقيم ما يجعله مؤهلاً لدخول سوق العمل. هناك اليوم من يرى أن الجامعة لدينا تسهم في نمو البطالة، فهي تخطئ عندما تستجيب لطلب رفع أعداد المقبولين فيها بغض النظر عن حاجة سوق العمل كـماً ونوعاً، وتخطئ مرة ثانية عندما تعزل برامجها ومناهجها عن احتياجات سوق العمل.
وفي المقابل هناك فريق آخر يرى أن الجامعة يجب أن تقدم تخصصاتها وبرامجها وفق منظورها الأكاديمي، دون الدخول في التفاصيل اللحظية العابرة للواقع المسؤولة عن تطويره، وهذا يعني أنها لن تضطر إلى إلغاء بعض برامجها أو التخلص من بعض كوادرها أو إغلاق بعض أقسامها العلمية تحت ضغط سوق العمل، هؤلاء يرون أن الجامعة يجب أن تقدم طيفاً عريضاً من التخصصات، ومن ثم تترك للطالب مسألة اختيار تخصص بعينه، والطالب لن يكون من الغباء أن يختار تخصصاً لا يميل إليه، أو يختار تخصصاً يرى المتخصصين فيــه يقفون في صفوف طويلة أمام مؤسسات التوظــيف.
ويؤكد هذا الفريق أن هدف الجامعة أبعد من أن يكون مجرد تخريج أفواج يملأون شواغر سوق العمل.. الجامعة هي مصدر لإنتاج المعرفة والفكر الإنساني والبحث العلمي الذي يستنبت ويطور مشروع الأمة النهضوي الكبير الواعد.