أليسوا منا من يحملون هويّة الوطن، ويوسمون باسمه ؟
وهو بلد الإسلام القائم بشريعة الله، المطبِّق لأحكامه..؟
إذن تنطبق عليهم هذه الشريعة وتنفذ فيهم أحكامها..
سواء شرَّقوا في داخل حدوده، أو خارجها.., أو غرَّبوا فيهما...
لا مناص لأن في الحدود الشرعية لا تهاون.. وقد دأبنا على هذا في هذه البلاد،..
فالمسلم المتعدي على حدود الشرع، يطبّق فيه الحكم الشرعي، وقد حدث هذا ويحدث على هذه الأرض الطاهرة، منذ أوج انتشار الإسلام، وفي أوائل المسلمين، وعلى أيدي نبي الهدى عليه الصلاة وآل بيته والسلام, وخلفائه الراشدين، وولاة الأمصار.. رضي الله عنهم.. وإلى هذا الفجر المشع فينا...
السارق المتعمّد المكرّر فعلته..
والمنتهك لحرمات البشر، المتهاون في عباداته، المصر على خبائثه..
والخائض في أعراض الناس...
والمتهاون في عباداته، والمعلن فسوقه، وحرابته...
والمستهزئ بالله تعالى وتنزّه، ورسوله بورك وصلي عليه وسلم..
و.. و..
فعند المساس بالأسس، والتجاوز عن الحدود.. والمجاهرة بالعصيان.. هناك إشارة حمراء لا ثمة من مسافة لتجاوزها...
تقام الحدود بعد القيود.. وتضرب القيود بعد منح الفرص، وتقام التطبيقات للحدود بعد الإصرار بالتجاوز...
لا حرية شخصية يمكن أن تمنح لشارب الخمر,..
فكيف المجاهر به، الباذل فيه من الأموال ما يعيل مئات الأسر، بما صنع للمفاخرة، والمفاسدة..
لا حرية شخصية حين تكون المجاهرة بهذا باسم الهوية،..
هنا حدود الوطن.., وهويته الدينية..
الوطن الذي لا يقضى فيه أمر إلاّ بتطبيق شريعة الله في الأرض..
لا حرية شخصية للمهاترين على الملأ بالعصيان لدينهم...، في كل ما يمت لحدوده، ومنهجه..
وهو أول مسؤوليات من يحمل صفته، وأوجب مطلب ممن يحمل هويته، وهوية بلاده بلد الإسلام الأولى...
لا حرية شخصية لامرأة تتجافى عن شرع الله في وقارها، وأفعالها، وانتهاكها لعفّتها حين تكون أفعالها مجيّرة باسم الوطن...
لا حرية لرجل أول ما يغادر أرض وطنه يتجه لما ينزع عنه لباس دينه...
لا حرية لشاب يهرف بما لا يعرف في شأن دينه، ويفعل ما يخدش في سلوكه..
لا حرية شخصية في كل فعل أقرّ الشرع الوقوف عنده، ونكرانه، والمعاقبة فيه..
ولم ينهج فيه ذو الهوية باب التوبة، والندم، والاستغفار...
عندما يترك لهم الحبل على غاربه باسم « حريتهم الشخصية «، فإنهم حين يمارسون ما يفعلون تكون أفعالهم ليست عملاً مردوداً عليهم وحدهم، مع أنهم لا يقومون بها وهم في مهمة تمثيل الوطن،... لكن الذي يحدث هو أنّ الوطن يُمَثـَّل بهم سواء خُفيت أسماؤهم، أو أعلن عنها في جميع وسائل النشر, وأقنيته، ويكون التركيز في الحديث عنهم بهوية الوطن تحديداً.. حيث يتم التركيز في هذه الوسائل مع سرعتها على هذا الوطن, ومواطنيه بشكل لافت...
إذن فهناك قيود لهذه الهوية، ووقار..
ينبغي عليهم أن يعرفوها... ويوقِّروها طالما هم يحملونها..
ذلك غلاف شفيف.. لا ينبغي أن يُوهَم به أحدٌ..
ولا يمرر في شأنه أي تبرير..
« الأمر الشخصي»، و»الهوية الوطنية الدينية»...
لابد أن يحفظ لهذا الأمر اعتباره، بشيء من الخشية، والوقار, والحياء, والتأدب. في الأفعال...!!,
وفي الأقوال كذلك..!!، عند كل من يمثل الوطن بجواز سفره، حين مغادرته، ودخول غيره..., بمثل ما يتوقع منه داخله..
فهم مواطنون داخل الوطن، وخارجه..
إنهم المسلمون جميعهم بين أفراد أي مجتمع فوق الأرض بنعمة الله..
موسومون به بلد الإسلام، مسؤولون عن التعبير عن رسالته في سلوكهم....
والمسلم الحق ليس ذا وجهين، ولا موقفين..
ناصع الجبهة نقي الجنان، ثابت العقيدة، موسوم الخصال....
يراقب ذاته قبل أن يراقبه الآخر..
ويعي مسؤولياته بيقين الخشية داخله..
فإن وهن في هذا لحقته متابعة الرعاة.
يجني وحده وزر ما يفعل..
فالمسلم راع في نفسه، ومرعي من غيره.. في خير أمة أخرجت للناس ومنها..
اللهم أصلح شأن المسلمين مواطنين وغير، وشأننا
اللهم اهدهم، وتجاوز عن غفلتهم، وسيئاتهم.. وعنا..
اللهم تب عليهم، واغفر لهم، ولنا..
وثبِّتنا جميعنا..
آمين..