تونس - فرح التومي
عاد شبح المشاحنات والاحتجاجات ليطفو على الساحة من جديد, وإن اختلفت الأسباب التي تعود هذه المرة إلى خلافات عروشية أو ما يسمى بالقبلية. وملخص المسببات أن أفراداً من عائلات مختلفة يختلقون مشاكل حول أصل ملكية قطع أراض صالحة للفلاحة، ثم تكبر المشاحنات إلى أن تصير معارك ضارية، تُستعمل فيها الأسلحة النارية والبيضاء، وتُسقط الجرحى والضحايا، ويبسط الأمن والجيش سلطتهما على المكان، فيما تسارع الداخلية التونسية إلى فرض حظر التجول إلى حين عودة الهدوء.
واللافت للنظر أن هذه الأحداث القبلية الغريبة عن المجتمع التونسي لم تستثنِ جهة بل إنها تندلع هنا وهناك، ومحركها ضغائن قديمة وحزازيات تافهة تؤدي إلى تدهور الوضع الاقتصادي من جهة وإلى ازدياد حجم العاطلين عن العمل، كما تفضي إلى أعمال عنف ونهب وتخريب في أغلب الأحيان. ففي سبيطلة بالجنوب الغربي إلى صفاقس وسيدي بوزيد بالجنوب الشرقي إلى القيروان بالوسط إلى باجة بالشمال تعطلت لغة الكلام بين المتساكنين، وحل محلها العنف والهراوات والسكاكين وبنادق الصيد؛ لتهدد الاستقرار العام وتوقف السير العادي للدروس والوظائف العمومية. وفي المقابل يكثف رئيس الوزراء السابق الباجي قائد السبسي من لقاءاته بأسماء لامعة في المجال السياسي والجمعياتي للنظر للاستئناس بآرائها حول إنشاء حزب جديد يجمع التجمعيين القدامى ورجال أعمال وعدداً من رموز المعارضة والأحزاب المستقلة إلى جانب البعض من وزراء حكومته السابقة. وترجح مصادر مطلعة أن يتم إعلان ميلاد هذا الحزب يوم التاسع من إبريل الموافق الذكرى السنوية لعيد الشهداء، خاصة بعد أن استكمل السبسي ترتيباته وتحضيراته لتشكيل الحزب. ومن الأهداف الاستراتيجية للحزب تشكيل جبهة معارضة لحزب النهضة الحاكم ومنافسته في انتخابات مارس 2013 في ظل انضمام بعض القادة السياسيين الأشداء إليه. من جهة أخرى, حُكم على شابين من مدينة المهدية الساحلية التونسية الخميس بالسجن سبع سنوات ونصف السنة؛ لقيامهما بنشر رسوم مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم على الفيسبوك. وقد تلقت الأوساط الشعبية خبر الحكم على الشابين اللذين تعمدا نشر رسوم مسيئة للرسول صلى الله عيه وسلم على شبكة الإنترنيت بسبع سنوات سجناً بكثير من الارتياح، بالرغم من أصوات المعرضين لهذا الحكم الذي يعتبرونه قاسياً بالنظر إلى الجرم المقترف. وقضت المحكمة بثبوت تهمة انتهاك الأخلاق ومحاولة الإخلال بالنظام العام بعد نشرهما رسوماً مسيئة للنبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.