|
كتب - محرر الصفحة
كتب الأديب الأريب الشوري الأستاذ حمد القاضي -الأسبوع الفائت- مقالة تاريخية ثرية ووفية عن معالي وزيرالعمل والشؤون الاجتماعية -سابقا- الشيخ عبدالرحمن أبا الخيل.. تزامنا مع تكريم معاليه من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم، الذي أقيم مؤخراً، ضمن برنامج تكريم الرواد العمالقة والرموز الوطنية الكبيرة والشخصيات المتميزة من أبناء عنيزة، وغيرهم ممن خدموا الدين والوطن.. ومنهم معالي الشيخ عبدالرحمن أبا الخيل، فقد أفاض واستفاض -أستأذنا المستنير- كعادته- (بلياقة) عرفانية عالية المشـــاعر والإحساس الوجداني العميق.. عبر مقالة سوسيولوجية وفائية.. كتبها عن «الوزير الرياضي» وعن إسهاماته ومنجزاته وخدماته الوطنية سواء في المجال الخيري أو الاجتماعي أو العمالي أو الثقافي أو الدبلوماسي.. ساردا رؤيته ورسالته وأهدافه الوظيفية والإنسانية.. حين قاد الوزارة الفتية إبان شبابها قبل 50 عاما، بجناحيها الاجتماعي والعمالي إلى الانطلاقـــــة الواسعة وتحقيق تطلعات القيادة الحكيمة.. سواء فيما يتعلق بتنظيمات الجمعيات الخيرية أو مؤسسات الرعاية المختلفة أو مركز الخدمة، فضلا عن مساعدة المحتاجين ومساندتهم من خلال وكالة الضمان الاجتماعــــي، أو فيما يتعلق بشؤون العمل ولوائح الشركات، وتوظيف السعوديين وتنظيم استخدام القوى العاملة..إلخ، وما قدمه الوزير القوي الأمين من أعمال في مجالات أخرى.. بكل إخلاص وأمانة.. بعيدا عن الفلاشات التصويرية والبهرجــــــة الإعلامية.. وذلك من منطلق قيمه الإدارية ووعيه التنظيمي وعمق مسؤوليته وتكريسه مفهوم الشفافية والنزاهة، وخصائص إدارية أخرى كان يحملها -وزير الزمن الجميل- في حقيبته الوزارية.
*استأذنا القدير «حمد القاضي» ..تحدث مشكورا وأسهب موفورا.. وانطلق بلياقته الأدبيـــة المعهودة وثقافته المعروفة عن عدة اتجاهات وظيفية لتسليط الضوء على هذه الشخصية الاجتماعية والدبلوماسية، غير أن بوصلة «قلمه الوفائي» لم تتجه للدور الريادي الذي جسده الوزير الرياضي «أبا الخيل» في عالم الرياضة وتحديدا بعد ولادة رعاية الشباب من رحم وزارته الفتية قبل نصف قرن من الزمن التليد.
وكنت أتمنى لو منح الأديب الشهير «قلمه الوفائي» حصة رياضية يستعرض فيها أهم إسهامات -الوزير أبالخيل- في المجال الرياضي الريادي..باعتبار أن «إدارة رعاية الشباب» ولدت مع مطلع الثمانينات من رحم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، والشواهد التاريخية تقول إن فكرة إنشاء أول إدارة تعني برعاية الشباب والرياضة كانت تحت مظلة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.. حيث ارتبطت الفكرة بمعالي الشيخ (عبدالرحمن أباالخيل) الذي شكل أبرز الداعمين لهذا النشاط الصحي والبدني والفكري، حين تبنى فكرة ومقترح استحداث إدارة رعاية الشباب عام 1381/1382.. أنيطت بهـــا مسؤوليات الإشراف على الحركة الرياضية في القطاع الأهلي لتنتقل مهمة الإشراف الرياضي من وزارة المعارف إبان مسماها القديم (اللجنة الرياضية العليا) إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، حيــــث كان أول مدير لرعاية الشباب الدكتور عبدالله العبادي، ثم الدكتور صالح بن ناصر 1383/1384، فبعد العزيز الثنيان 1384/1385، ثم صالح القاضي 1385/1386 قبل أن يصدر قرار وزاري من معالي الشيخ عبدالرحمن أبا الخيل بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مديرا عاما لرعاية الشباب خلال الفترة من 1386 إلى 1391 فتحولت الرعاية بهذا القرار الوزاري إلى مستوى المديرية العامة، ثم صدر قرار وزاري آخر عام 1391 بتعيين رائد النهضة الحديثة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- مديرا عاما لرعاية الشباب، وفي عام 1394 انتهت علاقة وزارة العمل والشئون الاجتماعية برعاية الشباب، فأصبحت رئاسة عامة لرعاية الشباب ترتبط مباشرة بالمجلس الأعلى لرعاية الشباب، وخلال تلك الحقبة البنائية الرياضية وبدعم مباشر من الوزير الرياضي (أبا الخيل) قامت رعاية الشباب بوزارة العمل والشئون الاجتماعية وفور تسلمها مسؤولية الإشراف على الحركة الرياضية بوضع صيغة وصبغة جديدة لأهداف ومنطلقات هــــذه الإدارة التنموية وإعـــادة تنظيم هياكلها وأجهزتها وتصميم ميزانية لبرامجها ومشاريعها وتنسيق مجالات النشاط الرياضي وسط تحديثات كثيرة حول مستقبل الشباب السعودي في كل مدينة وكل محافظة.. وهي تضطلع بهذه المسؤوليات الجسام والعمل على مواكبة التنمية الوطنية الشاملة إلى أن وصلت هذه المؤسسة الشبابية والرياضية نجاحاتها وتفوقها حضورها المتوقع على كافة الأصعدة خلال العقود الثلاثة الأخيرة والتي شهدت نهضة رياضية كبيرة ومنجزات وطنيةخالدة.. تحققت بفضل الله ثم بدعم واهتمام وعناية القيادة الرشيدة. وأمام هذه الإسهامات التاريخية والخدمات الرياضية البنائية التي قدمها الوزير الرياضي الشيخ عبد الرحمن أبالخيل.. أتطلع من سمو الرئيس العام الوفي الأمير (نواف بن فيصل) تكريم هذه الشخصية القيادية الرياضية التي كان لها دور ريادي وبصمة خالدة في مسيرة البناء الرياضي التنظيمي، فمثلما كرم -وزير الزمن الجميل- اجتماعيا وثقافيا، ننتظر تكريمه رياضيا من المؤسسة الرياضية التي أرسى قواعد تنظيمها، ودعائم انطلاقتها، وأسس نجاحاتها قبل نصف قرن زمني.