|
د. عبد الله مناع يقول في كتابه الجديد.. تاريخ ما لم يؤرخ جدة.. الإنسان والمكان: كان لجدة القديمة أربعة أحياء أو حارات رئيسية داخل سورها هي:
البحر واليمن والمظلوم والشام..
وموقعان هما: العيدروس والعلوي.
- أميز ما كان يميز حارات جدة القديمة داخل السور وبعد زواله هو مبانيها وبيوتها الفخمة والفاخرة بطوابقها المتعددة التي تبلغ في أدناها طابقين وفي أعلاها خمسة طوابق إلى ستة في الحالات النادرة وبنوافذها ورواشينها الفخمة وشرفاتها المزدانة بطبقة كثيفة من النقوش والعرائس، وكأنها امتداد معماري لعصر الباروك الأوروبي المثقل بضروب الزينة وألوانها المختلفة.
- كان في حارة البحر بيوت عريضة جميلة شاهقة وبيوت صغيرة ناحلة.. كنت أشفق عليها من حلمها لتلك الكميات من الأخشاب التي صنعت منها رواشينها وكان فيها رجال ميسورون تبدو عليها آثار النعمة وهم القلة ورجال متوسطو الحال تبدو عليهم سيماء القناعة والرضا وهم الكثرة، وشباب مفتولو العضلات مشدودو القوام سمر الجباه تشعر معهم بأنه لولاهم لما دارت عجلة الحياة.. تـلك هي بنية حارة البحر ومثلها بقية الحارات مع التفاوت في النسب والنوعيات، إلا أن لكل حارة من حارات جدة الرئيسية الأربع استقلاليتها الخاصة وسوقها المركزي العام.
- الكتاب جاء في 282 صفحة من القطع الصغير وصدر عن دار المرسى للنشر والتوزيع.