حلَّ القولون ضيفاً على بطني وكان ضيفاً ثقيلاً حيث دامت زيارته سبعة أيام أقلق خلالها راحتي وأسهر ليلي وحرمني طعامي وأزعج من حولي وأنهك جيبي، فجاءت هذه الأبيات تحكي شيئاً من معاناتي معه سائلاً الله ألا يعرف هذا الثقيل إليكم طريقاً:
قولونُ مهلاً فبطني سِلْمُهُ ظَهَرا
لا يعرفُ الحبحرَ المشؤومَ إنْ زَأَرا
لستُ الأكولَ ولا الأطباق تسحرني
أداعبُ الرُّزَّ والقرصانَ والجزرا
لا أشربُ القهوةَ السمراءَ في شَرَهٍ
خليلُها الشايُ أهوَاه وإنْ حَضَرا
غزوتَ بطني والنيرانَ تُشعلُها
أنهكت جسمي وصار الهمُّ مزدهرا
طفقتُ أبحث عن طبٍّ يعالجني
يُخفِّف الوطء يطفي النار والشررا
فأَقْبَلوا يبحثون السرَّ في وَجَع
حلَّ المَعِيَّ فأعيَاهم قد انتصرا
لكنما قاوموا إبراتهم سكنتْ
في ساعدي أجزلوا التقييد والإبرا
مع المغذي حديث ليس يعرفه
إلا مصاب مع الأمراض قد صبرا
فخفَّ في البطن إيلام يكدرني
سعيتُ نحو فراشي أطرد الكَدَرا
حتى إذا زال مفعولٌ لإبرتهم
عاد التَّوَجُّعُ من إبراتهم سَخرا
لم أنسَ رباً كشوف الضُّرِّ يرحمني
إليه أضرع أقرا الذكر والسورا
حتى شعرتُ بأنسٍ كنتُ أفقدُه
مع خلوةٍ بإلهي والأسى انكدرا
ما أجمل القرب من ربي فيغمرني
بلطفه وأذوق الخير منهمرا
حمداً لك الله في سري وفي علني
تُدبر الأمر والأكوان والبشرا
إني ضعيف إلى الرحمن مفتقر
فاكشف بعفوك يا رحمان ما اعتكرا
اكتبْ أجوري وزدْ جسمي بعافية
املأ فؤادي هدى واجعلهُ مُعْتَبِرا
- تمير