في أحد بيوتنا متوسطة الحال، كانت هناك أسرة تعيش بسعادة وصفاء. كانت الأم تعتمد في عمل البيت على خادمتين إندونيسيتين، وكان كل شيء عال العال. وفي يوم من الأيام، قالت الصحف: إن الأبواب الإندونيسية أغلقت، فتمسكت الأم بخادمتيها، حتى كادت أن تنام معهما في غرفتهما في السطوح. وفي يوم آخر من الأيام، مرضت أم إحدى الخادمتين، واضطر الأب أن يعطيها إجازة لمدة شهر، لكي تلقي على أمها النظرة الأخيرة. ولأن الخادمة التي بقيت هي الأضعف صحياً، فلقد قررت الأم أن تخفف أعباء العمل عنها، فلا داعي أن تنظف كل غرف البيت والحوش يومياً، بل يوماً بعد يوم أو حتى بعد يومين. لا داعي أن تغسل الملابس مرتين في الأسبوع، بل مرة واحدة. لا داعي لطبخ كل هذه الأطباق التي يُرمى نصفها في العادة. لا مانع أن يساهم الأولاد في ترتيب غرفهم الخاصة، وأن تساهم البنات في جلي الأطباق.
مرَّ شهر ولم تعد الخادمة من رحلة إجازتها، والخادمة الثانية ازدانت صحتها. الأولاد والبنات بدأوا يعتمدون على أنفسهم، ونظافة البيت والملابس لم يطرأ عليها تغيير.
الأب، وبمكره المعتاد، بدأ يخطط لإقناع الخادمة الثانية بأن تدّعي، كما ادعت الأولى بأن أمها مريضة!