زميل صحافي تعودت أقسام الإعلام في المملكة على توجيه اتهاماته المعهودة منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، ودائماً لديه نزعة تشكيكية فيما أنجزته أقسام الإعلام من مخرجات في الساحة الإعلامية المحلية والدولية.. وقد اكتشفنا نحن منسوبي أسرة أقسام الإعلام أنه بات موضوعاً مفضلاً لها دائماً في أعمدة
الرأي التي يكتبها، أو في المجالس الخاصة، أو حتى في المقابلات التلفزيونية.. وأصبحت أقسام الإعلام هي المادة المفضلة التي تتردد على لسانه دائماً..
وفيما يبدو أن بعض الكتاب، وخصوصاً الكتاب اليوميين، لديهم موضوع يعتادون على تكراره حينما تنفذ ذخيرتهم من أي موضوع يستوجب كتابته عندما ينشغلون بالتفكير في أمور أخرى.. وعندما يحصحص الوقت المناسب لكتابة هذا المقال لا يجدون إلا العودة إلى سمفونية العزف على ذلك الموضوع.. وهذا الزميل اكتشفنا منذ أكثر من خمسة عشر عاماً أنه يكرر نفس الموضوع.. ولهذا فليس مستغرباً أن يعود دائماً إلى الهجوم على أقسام الإعلام بحجة أنها لم تخرج صحافيين وإعلاميين يسدون النقص في السوق، وأن أقسام الإعلام فشلت في تحقيق أهدافها.. الخ من سمفونية العزف المعهودة..
الزميل الذي تربطني معه علاقات ود واحترام وتقدير أتواجه معه دائماً على خلفية هذا الموضوع، وأشرح وأوضح له ويتظاهر بأنه فهم واستوعب، لكنه يعود مرة أخرى إلى نفس النغمات، وأنا أجد له عذره لأن موضوعات كتاباته قد نفذت من الذاكرة، ولم يعد أمامه إلا أن يعيد ما كتبه وكتبه وكتبه مرات ومرات بل مئات المرات.. ناهيك عن طرحه المتكرر دائماً في المجالس الخاصة وفي المقابلات التلفزيونية نفس الموضوع، ونفس الكلمات، ونفس العبارات.. وأنا وغيري نتعجب من هذا الإصرار المتواصل في الهجوم على مؤسسات أكاديمية متخصصة.. ونظراً لأن هذا الزميل العزيز ينشر مثل هذه المقولات أمام الرأي العام من القراء والمشاهدين فلابد أن نوضح له ولباقي من قرأ أو استمع أو شاهد مقولاته الحقائق التالية، وهي حقائق توضح أن من تخرج من أقسام الإعلام هم من يقود الإعلام السعودي حاليا، وخاصة من جامعة الملك سعود، لأن قسم الإعلام فيها هو أول قسم وهو قسم امتلك نجاحات كبيرة في هذا الخصوص، إلى جانب نجاحات الأقسام الأخرى في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة أم القرى وجامعة طيبة، ثم مؤخراً جامعة جازان وهناك أقسام أخرى في الطريق تحت التأسيس:
1- نبدأ من الخريجين لقسم الإعلام بجامعة الملك سعود، فأرجو أن يتوجه هذا الزميل إلى أي شخص ناجح في أي موقع إعلامي في أي مكان ويسأله هل أنت من خريجي قسم الإعلام بجامعة الملك سعود أو غيرها.. فأنا متأكد أن نسبة كبيرة من هؤلاء هم تخرجوا من هذا القسم.. ولنا الشرف والافتخار بمثل هذه المخرجات.
2- ولنبدأ من وزارة الثقافة والإعلام فأركان هذه الوزارة هم من خريجي قسم الإعلام بجامعة الملك سعود، وفي مقدمتهم سمو الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الثقافة والإعلام.. والدكتور عبدالله الجاسر كان من أساتذة هذا القسم، والدكتور عبدالعزيز بن سلمه هو خريج وأستاذ قسم الإعلام.. والأستاذ إبراهيم الصقعوب وكيل الوزارة المساعد للإذاعة هو كذلك من خريجي القسم.. والوزارة زاخرة بعدد كبير جداً من خريجي أقسام الإعلام.
3- أما على مستوى رؤساء تحرير الصحف المحلية، فإليكم القائمة بأسماء رؤساء تحرير صحف حاليين أو سابقين: محمد التونسي، سلطان البازعي، داوود الشريان، والمغفور له الزميل طلعت وفا. وفي نفس الصحيفة التي كان يعمل فيها هذا الزميل كرئيس تحرير يوجد ثلاثة رؤساء تحرير لتلك الصحيفة هم من خريجي قسم الإعلام بجامعة الملك سعود: طارق إبراهيم، سليمان العقيلي، وحالياً طلال آل الشيخ.
4- وعلى المستوى الإقليمي يوجد خريجون لقسم الإعلام، ومنهم على سبيل المثال فقط: داوو الشريان مدير مجموعة الـ MBC في المملكة وفارس بن حزام رئيس تحرير قناة العربية، وأحمد السهيمي كبير محرري العربية نت، وعوض فياض مراسل حربي لقناة الـ MBC ظهر في كل البقع الساخنة في منطقة الشرق الأوسط.
5- مجلس الشورى حفل بعدد من خريجي وأساتذة قسم الإعلام بجامعة الملك سعود، ومنهم على سبيل المثال: د. عبدالرحمن العناد، د. عبدالله الطويرقي، د. منصور بن كدسة، د. علي العنزي، د. زامل ابو زنادة..
6- كما أن مشروع الدراسات التأسيسية لصحيفة الوطن قد قادها فريق علمي من قسم الإعلام بجامعة الملك سعود، وكان لي شرف الإدارة التنفيذية لهذا المشروع.
7- أما على صعيد تواجد الخريجين فهم في كل مكان ابتداء من الديوان الملكي إلى مجلس الوزراء إلى جميع وزارات الدولة.. كما أن الكثير من خريجي أقسام الإعلام هم حالياً نواب رؤساء تحرير أو مديرو تحرير أو محررون..
8- وفي الشركات الخاصة توجد مجموعة متميزة جداً في كبرى الشركات السعودية، وفي مقدمتها شركة أرامكو فهم القائمون على إدارة الإعلام والعلاقات العامة.
9- كما أن من خريجي قسم الإعلام بجامعة الملك سعود عدد من الدبلوماسيين وبعض الشخصيات الرئيسة بوزارة الخارجية وفي مقدمتهم سمو الأمير محمد بن سعود بن خالد وآخرون وصلوا إلى درجة سفير بوزارة الخارجية..
10- كما أن أقسام الإعلام تواصل تطوير ذاتها وتوفير الإمكانات التدريبية المتميزة، وآخرها وليس آخرها تدشين معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة لغرفة أخبار newsroom بقسم الإعلام بجامعة الملك سعود قبل حوالي الشهرين.
وهذه الأسماء هي فقط من جامعة واحدة من الجامعات السعودية التي يوجد به أقسام للإعلام، فلديها بكل تأكيد أسماء ناجحة ومخرجات متميزة مثلما هي الحال مع جامعة الملك سعود.. وبعد هذا العرض المختصر بأبرز الأسماء، هل يحق لهذا الزميل أن يواصل هجومه على مخرجات أقسام الإعلام بالجامعات السعودية؟ وقد فرحت كثيراً عندما علمت أن هذا الزميل قد غادر قبل سنوات لدراسة الإعلام بدولة خارجية، ولكن أتعستني عودته حيث كنت متمنياً أن يعود زميلاً أكاديمياً معنا، حتى يمكن أن يدرك حقيقة الأمور بأقسام الإعلام.
alkarni@ksu.edu.saرئيس الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية بجامعة الملك سعود